سميح دروزة .. لاجئ فلسطيني غزا العالم بالدواء الاردني .. !
عودة عودة
07-10-2015 11:50 AM
دائما كان الفيلسوف الاغريقي افلاطون يردد :"الانسان نصف اله.." .. ولمن يقرأ السير الذاتية للعظماء الحقيقيين يجدهم اناسا بسطاء و طبيعيين للغاية، ولا داع لتعداد الاسماء لهؤلاء العظماء حتى لاننسى كثيرا او قليلا منهم.
في هذه العجالة الصحفية والاستعدادات تجري لحفل تأبين قامة قومية ووطنية وعلمية واقتصادية لانسان عصامي هو "المرحوم سميح دروزة" الذي غادر الحياة بجسده قبل اشهر وفي ذكرى النكبة 15 ايار... وإن بقيت روحه العذبة وأخلاقه السمحة باقية حية في نفوس وقلوب محبيه..
لا اعرف الرجل كثيرا فقط كنت اراه في العديد من المناسبات وهو يجلس في الصفوف الاولى وإن كانت علاقتي مع ابنه معالي وزير الصحة الاسبق المهندس سعيد دروزة .. وطيدة وطيبة وراقية فلم اصادف وزيرا مستقبليا مثله فطالما اكد اكثر من مرة على الطب الوقائي قبل الطب العلاجي وكم كان يحذر من هدر الادوية والمستلزمات العلاجية ....
ولا ادري كيف جمع المرحوم سميح دروزة بين الهم القومي العروبي وطموحات مهنية اخرى كبيرة وكثيرة ليصبح هذا اللاجئ الفلسطيني القادم من يافا عام 1948 مرورا بمسقط رأسه نابلس ثم الى جبل الجوفة في عمان مع ذويه وفي بيت مستأجر بداية ليصبح عملاق الصناعة الدوائية الاردنية والعربية والعالمية ومن خلال شركة الحكمة للصناعات الدوائية التي اسسها العام 1978 ... ثم ليصبح وزيرا وعينا ويقوم بإنشاء جمعية المصدرين والمجلس الاقتصادي الاستشاري وغيرها من المناصب الرفيعة ...
قبل ذلك وفي لبنان والكويت والكثير من الدول العربية والاجنبية عمل سميح دروزة وزوجته السيدة سميرة فاضلي ومنها على سبيل المثال عمل في مهنة بعيدة عن الصناعة الدوائية وهي مهنة التعليم .. وفي الجنوب اللبناني هو ورفيقة دربه زوجته وكل هذه المعاناة صنعت من المرحوم سميح دروزة رجلا صبورا ومكافحا وقويا ..
والان .. وبعد كل هذا العناء للمرحوم سميح دروزة
فشركته شركة الحكمة التي اسست قبل 37 عاما هي اول شركة عربية تدخل السوق الامريكي والبريطاني والايطالي والبرتغالي والمصري والجزائري وغيرها من دول العالم..
وختاما
لانملك الا ان نرفع قبعاتنا لتحية هذا الانسان المخلص سميح دروزة فقد استطاع رفع رؤسنا هذا اللاجئ الفلسطيني .. وغزو العالم وبالدواء الاردني ... وليرحمه الله .... odeha_odeha@yahoo.com