في الأسبوع الفائت حقق الدكتور زيد عضيبات انجازا علميا عالميا وحمل لقب أستاذ الرياضيات التطبيقية الأردني فيما يستعد الدكتور شاهر المومني للمنافسة على جائزة نوبل وإن حالفه الحظ سيحمل لقب الحائز على جائزة نوبل.
في الأسبوع الفائت أيضا لقي الشاب حتفه بعملية انتحارية في سوريا وحصل على لقب « إرهابي».
كان يمكن لهذا الشاب ومثله عشرات من الشبان الأردنيين والعرب أن يكونوا مثل الدكتور عضيبات وزميله الدكتور المومني لكنهم قرروا الإلتحاق بصفوف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
فطر هذا الشاب قلب أمه وأدمى فؤاد والده وأشقائه , فيما كان يعتقد أنه يقدم نفسه لهم وللأمة قربانا يعلو به شأنهم وشأنها.
دع عنك عشرات الأسباب التي دفع بها عشرات المفكرين وعلماء النفس والسياسيين في تفسير سر إلتحاق الشباب اليافع بداعش , ورغبتهم في الموت بسرعة فاقت رغبتهم في المستقبل , فلا الفقر ولا غياب الحريات ولا المتعة والمغامرة ولا حتى الدين الذي نعرفه , ولا المال ولا السلطة , فقد يكون كل ذلك وقد لا يكون شيئا منه , لكننا في رحلة البحث عن الأسباب للوصول الى الحلول , سنحتاج بالتأكيد الى مراجعة سياسية واجتماعية وتعليمية ودينية شاملة , علّ المفكرين والعلماء والأباء والأمهات والمعلمين ينتقلون بنا من التنظير حول تلك الأسرار الى مواجهة النتائج مهما كانت الأسباب التي بلغت بنا اليها وتعددت وتنوعت.
ليس صحيحا أن الشبان من الطبقات المطحونة أو الفقيرة في المجتمع هم وقود هذا التنظيم ، بل بعضهم كانوا أطباء، وبعضهم أبناء مسؤولين، وبعضهم أبناء أساتذة جامعيين وغيرهم وهذا هو التحدي.
لاحظت دراسات عديدة أن خطاب داعش هو خطاب معولم يعزز قدرتها على الاستقطاب عبر وسائل التواصل الحديثة فهي تنشئ عالما افتراضيا خاصا بها , لكن اللافت أن الإلتحاق بهذا التنظيم لا تحققه جاذبية البحث عن مستقبل أفضل وهي لا تقدم علاجا للآلاف من المحبطين من تحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية، فالخيارات التي تطرحها مدمرة وما تقدمه مجرد وعود بحياة رغد لما بعد الموت.
إن الفرق في المثالين الذين إفتتحنا بهما هذا المقال يكمن في الخيارات , التي تتأثر بالبيئة التي تشكل الحسم فيها , فبينما كان الأطفال على مقاعد الدرس ينظرون بشغف لأن يتمثلوا شخصيات بطولية وضعتها المناهج بين أيدهم مثل شهداء المعارك والفتوحات الإسلامية كانت الكتب ذاتها تغيب عن أبطال العلوم والأدب.
الرأي