وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما نقداً لاذعاً للرئيس الروسي فلادمير بوتن بدعوى أن الأخير يعتبر جميع المنظمات المسلحة العاملة ضد الحكومة السورية منظمات إرهابية.
هذه التهمة صحيحة ، وإذا لم تكن كذلك فإن على أوباما أن يسمي المنظمات المسلحة العاملة في سوريا ولا تعتبر إرهابية حتى لو حملت السلاح ضد الدولة وتموّلت وتسلحت وتدربت على أيدي جهات أجنبية وعربية لاستخدامها كأدوات لتدمير الدولة السورية.
في ذهن الرئيس الأميركي أن جبهة النصرة جهة معتدلة كان على الروس أن يستثنوها في حربهم على الإرهاب ، ولكن الرئيس في هذه الحالة يحتاج لمن يذكره بأن (النصرة) فرع من القاعدة ، أم الإرهاب الدولي ، وقد أعلنت ذلك بنفسها على لسان زعيمها ، كما أعلنت ولاءها لأيمن الظواهري خليفة أسامة بن لادن وتعهدت له بالسمع والطاعة.
التعاطف الاميركي مع جبهة النصرة لا يجوز أن يثير الدهشة ، ذلك أن (القاعدة) نشأت في أحضان اميركا لتحارب الاتحاد السوفييتي وتخرجه من أفغانستان ، فقد قدمت أميركا للقاعدة المال والسلاح والتدريب والخبراء وسمت مقاتليهم (مجاهدين) بل إنها أدخلت هذا الاسم في اللغة الإنجليزية.
مصالح الأردن في سوريا أكبر من مصالح أية دولة أخرى ، فهي الدولة الشقيقة والجارة ، والشريك الاقتصادي والتجاري. وزعزعة الأمن في سوريا تؤثر مباشرة على أمن الأردن واستقراره ، ويهمنا أن تعود سوريا دولة قوية اقتصادياً وعسكرياً ، مما يسمح بعودة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
مصلحة الأردن تتمثل في هزيمة الإرهاب في سوريا ، الذي لا يمكن أن يظل في سوريا وحدها ، وهذا ما تفرضه على الأردن مصالحه الأمنية والاقتصادية ومبادئه الأخلاقية ، فالأردن لا يتدخل في الشؤون الداخلية لبلد آخر ويرفض السماح لبلد آخر بالتدخل في شؤونه الداخلية. والأردن كدولة لا يتعامل مع منظمات ومليشيات بل مع الدولة السورية التي نعترف بها ، وتعترف بها الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة ، ولنا مصلحة مباشرة بأمنها واستقرارها.
الحملة الروسية لمساعدة الجيش السوري في محاربة الإرهاب في سوريا تدخل في باب الدفاع عن النفس ، وإذا لم تحارب روسيا الإرهابيين في سوريا فسوف يحاربها الإرهابيون في عقر دارها. وما ينطبق على روسيا ينطبق على غيرها.
الرأي