كيف يمكن مواجهة التطرف والحد من اثاره على المجتمع!
د.أسمهان ماجد الطاهر
07-10-2015 03:10 AM
التطرف هو حالة الذهاب إلى طرف بعيد عن الوسط استناداً إلى نظرة غير واقعية في تفسير المفاهيم، والاحداث. وغالباً ما يكون رد فعل لحدث ما أو احتجاجاً على الإعتدال، ولذلك فهو يُمثّل موقفاً سلبياً أكثر مما يمثل بديلاً إيجابيا.
أن مستوى التطرف يعتمد على مجموعة من العوامل أهمها، مدى انتشار فكر واع وثقافة حصيفة في المجتمع، ومدى انتشار المعرفة، والعلاقة بين التحدي والمعني الحقيقي لمفهوم التحدي. ويزيد انتشار مظاهر التطرف في ظل أوضاع الفوضى والأزمات، ويرتبط التطرف بالتعصب والتشدد، كما يختلط فيه ثقافة الأساطير،والأحكام القطعية، والعدوانية والتشدد.
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن مواجهة التطرف والحد من اثاره على المجتمع!
ان أهم أسس مواجهة التطرف هو نشر مفهوم المواطنة الصالحة،المتمثلة بمعرفة الفرد حقوقه وواجباته،التي تحكم وتقيس تصرفاته تجاه المجتمع الذي يعيش فيه، اضافة الى تعزيز مفاهيم واسس احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، والعمل على ترسيخ الحريات الفكرية الواعية، وتطوير الأطر التربوية والتعليمية، وإعادة النظر بالمناهج المدرسية وحتى الجامعية وتعزيز ثقافة الحوار، لزيادة القدرة على خلق قيم الحداثة والتسامح والديمقراطية.
ان نشر الوعي السياسي والديني والاجتماعي،والحرص على كل ما يضمن استمرار عدالة القضاء، ونشر العدالة الاجتماعية والاقتصادية، ومكافحة الفقر والبطالة، كل تلك عوامل مهمة لقمع التطرف ومواجهته، وتصبح أكثر وضوحاً وفعالية اذا ترافقت بخطاب إعلامي متوازن يحترم قيم الحرية والكرامة الإنسانية، والتعددية الثقافية والسياسية، ويعمل على بلورة صيغة واقعية حقيقية للتوفيق بين الدين والدنيا ،ومستجدات الوضع السياسي.
وفي حقيقة الامر ان أهم فئة يجب الاهتمام بها والحديث عنها عند طرح مفهوم مواجهة التطرف هي فئة الشباب، حيث لابد من الاهتمام بهم، والعمل على احتوائهم وتوفير فرص العمل لهم.
و لقد حذر جلالة الملك عبدالله الثاني في الجلسة العامة لاجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع الدولي من أخطار التطرف والارهاب على عقول الشباب، واثر هذا الخطر على مستقبلهم ومستقبل التنمية والسلام والامن في العالم.
وقد حمل الخطاب طروحات استراتيجية لمواجهة التطرف والارهاب، وأكد على ضرورة تحويلها الى برامج عمل ومبادرات على المستوى العالمي والوطني والاقليمي، على ان تركز هذه البرامج على نشر ثقافة التسامح, والتنوع، واحترام الآخر،وحماية حقوق الانسان، ونبذ العنف، ونبذ خطاب الكراهية والتطرف وخصوصا من خلال وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي التي اجتاحت عالمنا بشكل كبير، والعمل بالقيم الاسلامية النبيلة، والحذر من الافكار المتطرفة، لان الاسلام دين المحبة والوسطية، والاعتدال، ودين القيم الانسانية السامية،كما جاء في الخطاب، حمى الله الاردن قيادة وشعبا.
الرأي