نكبة .. فلسطينية كل يوم .. !
وليم سلايطة/ديترويت/امريكا
27-05-2008 03:00 AM
تزداد معاناة اللاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود السورية العراقية، في الوقت الذي تتفاقم فيه معاناة من بقي منهم في العراق بعد الاجتياح الاميركي قبل اكثر من خمس سنوات بسبب النزاعات وحوادث العنف والمطاردات والاهانات والحصار والتجويع الذي يتعرضون له داخل العراق، فيما يتحدث خبراء يعملون في هيئات الامم المتحدة عن مآسي حقيقية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في العراق وفي مخيمات الوليد في الصحراء العراقية والتنف على الحدود السورية العراقية.
يوم امس وقع ممثلون عن ثمان عشرة منظمة انسانية اميركية بينها المجلس العربي الاميركي والكلداني مذكرة وجهوها الى وزير الخارجية الاميركية ووزراء الامن الداخلي الاميركي يطالبون فيها الحكومة الاميركية بتحمل مسؤوليتها الانسانية تجاه هؤلاء الابرياء الذين تقطعت بهم السبل ووجدوا انفسهم فجأة مشردين في صحراء قاحلة قارصة مليئة بالافاعي والعقارب بعد ان كانوا يتمتعون بحياة هانئة آمنة قبل الاجتياح. تضمنت المذكرة حث الادارة الاميركية على توطين هؤلاء اللاجئين في الولايات المتحدة الاميركية كما فعلت مع اكثر من عشرين الف لاجئ عراقي تعمل الحكومة الاميركية على توطينهم في الولايات المتحدة مع نهاية العام القادم.
عاش الفلسطينيون في العراق كضيوف لعقود من الزمن ومنحتهم السلطات العراقية اذونات للعمل ووفرت لهم الخدمات الانسانية الاساسية، الا انهم حرموا من حق امتلاك الاراضي والحصول على الجنسية العراقية. غير ان تداعيات الحرب على العراق استهدفت وجودهم وعرضتهم لاخطار القتل الجماعي والعنف المركز والتهديد اليومي بعد ان طردوا من اعمالهم وسلبت ممتلكاتهم الشخصية وتكررت مأساتهم الانسانية الثالثة كلاجئين.
وشرحت المذكرة الاوضاع المأساوية لاكثر من سبعمئة وخمسين لاجئا فلسطينيا فروا من العراق مباشرة بعد الحرب وبقوا عالقين على الحدود السورية العراقية في مخيم (تنف) الذي يفتقر الى الحد الادنى من مستويات العيش الانساني البسيط والذي يشهد عواصف رملية حارة في فصل الصيف وبرودة قارصة قاتلة في الشتاء.
وفي مخيم الوليد الصحراوي لا يختلف المشهد المأساوي لاكثر من الفي لاجئ يعيشون هناك. اما من هم داخل العراق والذي يصل عددهم الى ثلاثة عشر الف (13) لاجئ فلسطيني، فقد لجأ عدد كبير منهم الى مباني مهجورة لا تتوفر فيها مياه نظيفة ولا كهرباء ولم يتلقوا اية مساعدات غذائية او مادية، ينتقلون من مكان الى آخر تحاشيا وخوفا من انتقام عصابات وميليشيات الاحزاب التي تطاردهم وتحاول اجبارهم على الرحيل النهائي من العراق.
منذ اجتياح العراق عام الفين وثلاثة منحت الولايات المتحدة تسعةَ لاجئين فلسطينيين حقَ اللجوء في اراضيها في الوقت الذي ادخلت البرازيل مئة وسبعة فلسطينيين من مخيمي الوليد ونتف فيما ساهمت كندا في عملية اعادة توطين اربعة وستين لاجئا منهم والتشيلي مئة وسبعة عشر لاجئا.
للمنظمات والهيئات الاميركية التي وقعت على المذكرة الموجهة للحكومة الاميركية ثقل وتأثير كبيران كما ان لها مصداقية عند صناع القرار الاميركي في الكونغرس كما في الادارة الاميركية، ومن المؤكد ان السلطات الاميركية ستوافق على قبول اعادة توطين ثلاثين الى خمسين لاجئا فلسطينيا في اراضيها ولن يتم ذلك الا بعد نقاشات وحوارات وجدلٍ في ردهات الكونغرس سيستغرق ربما سنوات يكون حينها نصف او ثلثا هؤلاء المساكين قد قضوا على حدود الصحراء العربية... فاين انتم ايها العرب المحتفلون بالاعوام الستين على ذكرى النكبة والفلسطينيون يعيشون نكبة جديدة صباح كل يوم على حدودكم.
Williams@myacc.org