ليس غريباً أن يجلس عسكريون روس وأميركيون «وينسّقوا» نشاطاتهم العسكرية الجوية في سوريا. أو أن يجلس بوتين ونتنياهو ومساعدوهم العسكر لخلق وسائل تواصل بين العمليات الجوية الروسية، والعمليات الجوية الإسرائيلية وخاصة فوق القنيطرة، والحدود اللبنانية - السورية. وقرار غرفة العمليات في تل أبيب الاستمرار في ضرب أي عملية نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان.
حتى أيام الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشيوعي لم تكن المناطق الحارة بعيدة عن التنسيق.. واحتواء الشرر الذي يمكن أن يتطاير فيؤدي إلى انفجار غير محسوب.
لقد قال الرئيس أوباما كلاماً خطيراً لم يقف الكثيرون عنده في أسبوع الأمم المتحدة. والكلام ورد في جملة واحدة هي: «إن الولايات المتحدة غير معنية بدخول حرب by Proxy..أي حرب لمصلحة الغير. فمن هو هذا الغير الذي يرفض دخول الولايات في حرب لأجله؟!».
لقد كان السيناتور أوباما أيام حرب الخليج يتهم إدارة بوش الجمهورية، بأن حربها على العراق ستنتهي لمصلحة إيران. وكان آخرون في مراكز الدراسات وبعض كُتّاب اليسار الأميركي يتهمون بوش بأن حربه على العراق كانت أيضاً لمصلحة إسرائيل.
فهل يعني أوباما الآن أنه لن يحارب في العراق أو في سوريا لمصلحة إيران.. أو مصلحة روسيا؟!.
قد يكون هذا التفسير هو سبب بقاء إدارة أوباما طيلة السنوات الصعبة الماضية في موقع غير المعني بما يجري في سوريا والعراق. وربما لم تستطع القوى العربية اقناعه بأنها يمكن ان تكون حليفاً جاداً لمشاركة واشنطن في هذه الحرب. أو أنه كان يعتبرها هي أيضاً مستفيدة من تورطها في الحرب.. كإيران وإسرائيل.
المتابعون لتحذيرات أوباما من «المستنقع» السوري في توجهه للروس، لا يستبعدون أن تكون هذه التحذيرات موجهة إلى جهات معينة في إدارته الديمقراطية في وزارة الدفاع أو في دوائر المخابرات. فقد تضخمت المؤسسات الأميركية: الكونغرس، وزارة الدفاع، والمخابرات المركزية إلى حد لم تعد تبث على الموجة ذاتها. والنماذج كثيرة في زمن أوباما أو نيكسون أو ريغان.
علينا حين نتابع ما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا أن لا نرى الدنيا من منظار أسود وأبيض.. فهناك الكثير من الأطياف الرمادية وقوس القزح ذاته هو ضوء واحد.. يدخل منشوراً يجعل منه ألواناً كثيرة.
الرأي