التدخل الروسي بقوة في سوريا إلى جانب الجيش السوري، وضد داعش والنصرة وإخوانهما من المنظمات الإرهابية، لم يقلب الخارطة العسكرية في سوريا فقط بل قلب الخارطة السياسية أيضاً. وكل ما كان يقال من تحليلات وتوقعات في الفضائيات العربية حول ما ستؤول إليه الحال في سوريا لم يعد واردأ.
لن نسمع أحداً بعد الآن يتحدث عن حل سياسي، أي حل وسط بين النظام والمنظمات الإرهابية، فالحل السياسي سيأتي حتماً ولكن ليس قبل القضاء على الإرهاب الذي يقدر الروس أنه لن يستغرق أكثر من أربعة أشهر.
روسيا لم تأتِ بهذه القوة لتسجل موقفاً كما فعلت أميركا ومعظم أعضاء التحالف، ولم تأتِ لتقوم بضربات جوية هامشية لم ُتحدث بعد شهور طويلة أثراً يذكر كما فعل التحالف الستيني الذي تقوده أميركا ويهدف لاحتواء داعش وليس القضاء عليها.
الضربات الجوية التي تشنها الطائرات لا تقضي على داعش، فلا بد من قوات برية تعمل وتسيطر على الأرض، روسيا تفهم ذلك ولا تجد في سوريا قوة برية جاهزة لمحاربة داعش سوى الجيش السوري النظامي، ومن هنا أعلنت منذ البدء انها جاءت لدعم الجيش السوري وتمهيد الطريق أمامه.
انتقل زمام المبادرة من داعش والنصرة وجيش الإسلام وجيش الفتح وباقي العصابات الإجرامية إلى الجيش السوري. والمفروض أن تبدأ قريباً عملية تحرير المناطق الواقعة الآن تحت سيطرة الإرهابيين.
من المضحك المبكي أن تحتج بعض الجهات الدولية والإقليمية، على العمليات الروسية بحجة أنها تقتل مدنيين سوريين، مع أن هذه الجهات بالذات غارقة حتى آذانها بقتل المدنيين في اليمن والعراق وأفغانستان ومناطق الاكراد شمال العراق وشرق تركيا بغارات عشوائية.
طائرات سوخوي 34 الروسية الحديثة التي تدخل العمليات العسكرية لاول مرة، متخصصة بإصابة أهداف منتقاة مهما كانت صغيرة، أي أنها لا تضرب مدناً وأحياء عشوائياً بل تدمر الهدف المحدد، وبالتالي فإن الإصابات بين المدنيين محدودة للغاية.
روسيا مثل أميركا تستطيع أن تضع قمراً صناعياً للتجسس فوق المناطق الساخنة وترصد حركة الافراد والعربات.
الفرق في الإجراء الذي تتخذه الدولة العظمى عندما ترى قوافل الإرهابيين تتجه إلى الرمادي أو تدمر فتغض النظر!.
الرأي