قبل أيام طلب مني أحد الأصدقاء الغاليين أن اكتب مقالة تحكي عن فارس الثورة "محمد كعيبر" أو "محمد قويدر" لست أدري ؛ فليس مهما بالنسبة لي أن أتذكر اسم ذلك الفارس ؛ ولكن ما يهمني حقاً هو تلبية رغبة صديقي في كتابة المقالة وليس من أجل التحدث عن كعيبر.
فلقد صادفت ليلة السبت الموافق 24/5/2008م أي قبل حلول اليوم الذي تحتفل في المملكة الغالية بذكرى استقلالها ؛ لتأتي تصفية الحساب المالي الذي أدر أرقاما خيالية على شركات الاتصالات المتعاونة مع بعض الفضائيات العربية ، حيث سجلت أرباحاً تحتوي على أرقاما خيالية بالتأكيد كان ضحيتها الملايين من المساكين الذين كانوا يقومون بالتصويت لتلك البرامج الوضيعة التي يقدمونها ويقومون عليها أفراد ساذجين يهدفون بها تعطيل المسيرة التي بدأناها ووجدنا من أجلها ؛ ليزرعوا من خلالها بذور الشر وينشئوا أفراداً سيربون أجيالا لذلك المستقبل المجهول الذي سيكون فيه الطفل الحاضر مربياً لرجل المستقبل.
فإذا أردنا أن نتحدث عن الطفولة وما بعدها من مراحل فإننا قد نحتاج إلى سنوات طويلة كي نعطي المعنى حقه ؛ لأن الطفولة وما بعدها ليست من المراحل يمر بها الإنسان في حياته فحسب ؛ ولكنها تمثل قاعدة منهجية تبنى فيها وعليها الحضارات والمجتمعات الحرة الأصيلة وتخرج من خلالها أجيالاً تصنع من الماضي حاضراً ومستقبلاً مشرقاً.
فكلنا يعلم علم اليقين بأن الماضي يصنع الحاضر ؛ وأن الطفل سيكون أبا لرجل في يوم من الأيام ؛ ولكن ماذا سنقول لذلك الطفل الذي تربى على تلك البرامج الوضيعة ؛ عندما يقف سائلاً عن تلك الأمجاد التي قد قدمناها له لصناعة مستقبله المجهول ؟؟!!
أنقول له أننا عشنا مجتمعين في أرضنا ولم نتغرب ؟؟!!!
أنقول له أن أعداءنا لم تكن بأبنائنا تستقطب ؟؟!!!
أنقول له بأننا قد أبحرنا مع ذلك القبطان ؛ وأننا قد تصدينا لأطماع الحيتان ؟؟!!!
أنقول له بأننا قد حطّمنا كيد العدوان ؛ ولم نحالف الأمريكان ؟؟!!!
وأننا لم ننم في صفوف النيام ؛ ولم نرى مسلماً ينظام ؟؟!!!
أنقول له بأن معشر الأعراب من مصر إلى الشام وقفت جميعها بفيالق صدام ؟؟!!!
وأننا قد قطعنا أصوات الظلام ؛ وشمخت في أجوائنا أعلام العروبة والإسلام ؟؟!!!
أم أننا سنقول لهم بأن إنساننا الشرقي لم يذله صغيرهم الغربي ؟؟!!!
وأن طفلهم الصهيوني لم يذل رجلنا الغربي ؛ ومسلمنا لم يذله صربي ؟؟!!!
وإن أقصانا لم يبق مسبياً ولم نسمع بأزمة كأزمة لوكربي ؟؟!!!
أنقول ذلك ؟؟!!! .. أم نقول بأن أطفالنا قد نسوا ما فعلناه (بدومة أُكيدر) وحفظ وعرف كيف يدلي بصوته لقويدر.
أريد أن أقول بعد أن صار الكلام وليس الصمت من ذهب ؛ وبعد أن أصبح طفلنا الصغير عملاقاً قد تربى في بيت أقزام ؛ حتى نسى قرآنه وعاد يستقسم بالأزلام … فإنني أصبحت أشم رائحة النصر فالفجر لا يأتي إلا بعد أشد حالات الظلام ، إن صدقتموني فلكم ذلك ؛ وإن لم تصدقوني فسآتيكم بالشهود :
كيف لا ننتصر ونحن من أخرسنا البارود … ؟؟!!!
وكيف لا ننتصر وقد اتبعنا اليهود … ؟؟!!!
وكيف لا .. وطفلنا الصغير سيكبر وسيصير في صفوف الجنود … ؟؟!!!
فلقد صفقنا لكل شيء ولم يبق إلا أن نصفق (لقويدر) كي تعود القدس .. فليتها بتصفيقنا تعود …
www.waleed-aabu.com