عدت الأسبوع الماضي من سفر قد طال، و بعد غياب عن الشعب الطيب في المدينة القديمة كان اللقاء بهم حارا، جلست احادثهم واسألهم عن احوالهم وأطمئن عن أوضاعهم. بصبرهم وطيبتهم المعهودين، أجابوا أنهم بخير ونعمة، وبتجلّدهم وأنفتهم قالوا: "ما دامت مدينتنا بأمان وقائدنا المحبوب بخير فنحن بألف خير. الصعاب ستزول مع الزمن إذا بقينا متماسكين متكاتفين."
أحد الحكماء قال بوقار: "تعلمين أننا حريصون على الحفاظ على تراث وتقاليد مدينتنا القديمة ووحدتها ورسالتها، هذه الرسالة التي دعتنا لنكون الموئل والمتنفس لكل أحرار العرب، "كنا نلفّي وندفّي طول عمرنا". هذا للأسف لم يمنع من أن نستقبل في ديارنا أناسا جاؤوا من خارج هذة الفئات، ليس لهم أي جذور أو ارتباطات بمدينتنا أو بالأحرار المقصودين، ظننا لبعض الوقت أن هؤلاء قد يسهمون في إنماء مديتنا "وإن بعض الظن إثم".
وتابع الرجل: "حاز أحد هؤلاء على كل الرعاية والترحاب، حتى أن فتّحت أمامه كل الأبواب وشرّعت، وقد حظي بمناصب رفيعة في الحكم وفي كنف قائدنا المحبوب أيضا. ومن عادتنا في حسن الضيافة و إكرام الوفادة أن نقنع الضيف أنه أصبح من أهل البيت، وأقتنع الرجل بذلك وأخذ يتدخل في كثير من الأمور، لدرجة انه بدأ يقرر في من يحق له أن يكون في ضيافة قائدنا المحبوب ومن لايكون، من يحظى بشرف اللقاء ومن يجب حرمانه من هذه الميزة. التقاء الشعب الطيب بقائده وقربه منهم هي أهم ميزات مدينتنا القديمة. نحن اليوم نعجب كيف أصبح ضيف الأمس صاحب القرار اليوم فيما يتعلق بلقاء الشعب بقائده؟"
وأضاف الحكيم: "اجتمعنا وتشاورنا، ورأينا انه من أجل الحفاظ على مدينتنا وقائدنا، على ذلك الرجل أن يعود من حيث أتى، حتى نستطيع أن نلتحم مرة أخرى ونعمل على تطوير وتسيير أمور مدينتنا على أسس قيمنا وتقاليدنا، وليس وفق نموذج مستورد حاول هذا فرضه علينا."
sebaniat.blogspot.com