إن الإنسان عندما يبتلى بالعمل في الشأن العام فإن إخلاص النية والعمل لله ـــ سبحانه وتعالى ـــ يجب أن يكون عونه ودليله لأداء العمل، وألا يجعل الضعف أو الخوف من أصحاب المصالح الخاصة والأهواء هو دليله لأداء العمل، لأن مثل هذا العمل يتطلب كما ذكرت اللطف دون الضعف أو الخوف ممن يحاول أن يقلب الباطل إلى حق مهما كان مكانه أو ماله أو جاهه أو سلطانه أو وسيلته
إن وضوح الرؤية والسلوك المستقيم والعمل بكل إخلاص هي السبيل الأقوى لتحقيق العطاء والإنجاز والتطوير واستدامته ولهذا فإن صوت الحق وقوته يبقى هو الأساس لكل عمل وعطاء، ومجرد الخوف أو القلق من صوت الباطل أو الاعتقاد أنه الصوت الأقوى هو خوف وقلق في غير محله،
نعم ان صوت الحق يعلو ولا يعلى عليه مهما كانت أدوات ووسائل صوت الباطل ومهما حقق من أتباع أو مطبلين
ماجعلني اكتب هذه القاله ماقراته بالامس من ان قاضي صلح عمان قد اصدر قرارا يقضي باعادة احد مدراء شركه الكهرباء لعمله لبس هذا المهم المهم ماجاء بالخبر الذي تداولته وسائل الاعلام
أصدر قاضي صلح عمان محمد طه قرارا صباح امس الاربعاء يقضي بإعادة مدير في شركة الكهرباء الاردنية الى عمله. يذكر أن توقيت الفصل كان بعد شهادته تحت القسم في القضية التي حركتها الحكومة ضد الشركة اثر عاصفة اليكسا العام الماضي
أن القضاء النزيه في غاية الأهمية للمجتمعات البشرية؛ فأي إنسانٍ تتبع تاريخ الأمم والشعوب ضروري نما إلى علمه أو اطلع أو قرأ أن درجات تقدم الأمم ورقيها مرهونٌ بوجود القضاء العادل؛ لأن القضاء العادل إذا وُجد في أمة فإنه يَنشر فيها الأمن والأمان والاستقرار،والقضاء من شأنه أن يُنفذ الشريعة والقانون، يُنفذ هذه الشريعة في تنظيم حياة الناس وتحديد حقوقهم، و يقوم بإعطاء كل ذي حق حقه، وإيقاف الظالم عن ارتكاب الظلم، وأخذ الحق منه، وإعطاء هذا الحق للمظلوم، وإنهاء المنازعات، وضمان السلامة لهذه المجتمعات، والحفاظ عليها، فهو في الواقع في يد الضعيف سلاحٌ متين، يدرأ به غائلة القوي ويكسر به عنفوانه، وشدته، ويخفض من جبروته، ويمنع سطوته، وهو -أي القضاء- في يد القوي سراج يضيء به طريق الحق، إذا حاولت نفسه أن تُثنيه عن المضي فيه
ومن حقنا اليوم ان نجعل من هذه المناسبه مواسم تعليم وتأهيل لنا جميعا في وزاراتنا ودوائرنا ومؤسساتنافي الشارع والجامعه والحقل والمصنع و في لغة التعامل مع الدين و الوطن, لأن هذه اللغة اصابها بعض الخلل عندما ارادها البعض لغة تخدمه لا تخدم وطنه, وهي مناسبات كريمة لان نعطي اهل الصدق حقهم وان نعمق المفهوم الشامل للانسان الوفي الصادق بتعامله وان نعيد الاعتبار للالقاب والشعارات والضخ الجائر للاوصاف والالقاب والعناوين الضخمة التي يحصل عليها احيانا من لا يستحقها, وان نكرس في واقعنا ان الصادق والمنتمي لاعلاقة له بشهوة الاستعراض وحجز اكبر مساحات ممكنة من الاعلام والسياسة لان الناس لديها حاسة لا تخونها في ادراك اهل الصدق.
فالوطن الغالي يستحق منا كل الوفاء لقاء ما قدمه لنا من خدمات جليلة يجب علينا التضحية من أجل هذا الوطن وأداء الحقوق والواجبات والذود عن حياض الوطن والدفاع عنه والتصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة هذا الوطن والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل.