عندما اسمع من بعضهم ان صحيفة "الرأي" حكومية ابتسم، فقد كنا نحو عشرة من المندوبين الصحفيين في الثمانينيات والتسعينيات نقيم الدنيا ونقعدها كل يوم بنشر اخبار انفرادية معظمها تنتقد الاداء للحكومات المتعاقبة..

واتذكر .. ان "الرأي" انفردت بنشر اتفاقية وادي عربة سيئة الذكر و كانت من صيد الزميلة الرائعة كارولين فرج ...كما انفردت "الرأي" بنشر اتفاقية اوسلو سيئة الذكر ايضا وكانت من صيد كاتب هذه السطور ...

واتذكر ايضا ..انه في يوم نشر انفراد "الرأي" لاتفاقية وادي عربة استدعى رئيس الوزراء انذاك المرحوم الشريف والامير فيما بعد زيد بن شاكر وعلى عجل الى دار الرئاسة رئيس التحرير المرحوم وطيب الذكر الاستاذ محمود الكايد "ابو العزم " وتوقعنا ان تقوم الحكومة باغلاق "الرأي" كما فعلها رئيس الوزراء الاسبق مضر بدران في مطلع الثمانينات ولكن الله ستر ..

وكما جاء على لسان ابو عزمي بعد عودته من لقاء الشريف زيد بان اسئلة ثلاثة وجهت اليه وهي: هل هذه اتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية.. ولماذا قمتم بنشرها .. ومن اين حصلتم عليها ..؟!.. فرد ابو عزمي على اسئلة رئيس الوزراء: انها الاتفاقية كاملة.. ولم لا ننشرها ونقرأها من صحيفة اردنية بدلا من قراءتها من صحف و وكالات انباء اجنبية.. وقد حصلنا عليها من وزارة الخارجية الاردنية نفسها.

بعد تقاعد ابو عزمي في نهاية التسعينيات والذي كان يردد :الصحفي الحق لا يُقعَد ..كنت ازوره بين الفينة والاخرى في مكتب ابنه المحامي عزمي الكايد في الشميساني.. كشف فيها اشياء اخرى حول نشر الرأي هذين السبقين الصحفيين لاتفاقيتي وادي عربة واوسلو لا مجال لذكرها الان في هذه العجالة الصحفية..

وحول نشر انفراد الرأي لاتفاقية اوسلو تردد المرحوم ابو عزمي في نشرها عندما قدمتها اليه ذات مساء في الجريدة ومن اسباب هذا التردد حرصه على ان تبقى العلاقة الاردنية الفلسطينية طيبة .. وسبب اخر (اخترعه) لي ابو عزمي ان رئيس قسم الترجمة المرحوم طيب الذكر الاستاذ محمود برهوم ابو سامر "روح" اي انتهى دوامه ..!

وعندما رآني مصرا على نشر سبقي الصحفي هذا وبحجة من قيام اخرين في داخل الاردن وخارجه من رفع ابو عزمي سماعة الهاتف امامي وقال لعامل الهاتف محمد السلطي : اطلبوا ابو سامر من بيته ..!

بعد نشر اتفاقية اوسلو في اليوم التالي قامت القيامة في السفارة ..والسفير ايضا فقد صب الرئيس عرفات جام غضبه على السفير الطيب عبد الرحيم وقال له بغضب شديد: انت بتعمل ايه في عمان..؟!

وفهمت من ابو عزمي ان السفير الطيب عبد الرحيم ابلغ نائب رئيس الوزراء وزير الاعلام انذاك معن ابو نوار ان ما نشر في الرأي ليست اتفاقية اوسلو.. وهاتف معاليه ابو عزمي متسائلا: هل اتفاق اوسلو المنشور في "الرأي" هو الاتفاق نفسه ..والسفير الفلسطيني يشكك فيه فرد عليه ابو عزمي : انه اتفاق اوسلو نفسه وموقع عليه من يوسي بلن وابو مازن والزميل الذي حصل على هذا السبق الصحفي "عندي اياه بعشرة"..!

رحمة الله عليك يا ابو عزمي الاستاذ محمود الكايد ..!

Odeha_odeha@yahoo.com