الانتقادات التي وجهت لوزارة التربية والتعليم منذ سنوات ، كانت في محلها ، ولكن للأسف ، فهناك بند دائم لدى البعض عنوانه « الانتقاد « لمجرد الانتقاد ،وليس النقد من أجل الاشارة للخطأ وتعديله.
ففي فترة طيش ما انقلبت المدارس رأسا على عقب ، نجاح تلقائي بالجملة ، استهتار بالدوام المدرسي للمعلمين والطلبة ، وتسرب الاسئلة حتى سادت امية المتعلمين ، واصبح الجامعي لا يتقن القراءة والكتابة كما ينبغي ، بعد ان كنا نفاخر العالم بالمنتج التعليمي وجودته.
والان في ظل الحركة التصحيحية للمسار التعليمي ، نجد قوى الشد العكسي تعود للحديث الناقد ، ولكن ليس من أجل صالح التربية والتعليم واعادته للطريق الصحيح ، بل للبحث عن الشعبية ، وأخرها اعطاء فرصة الاعادة للطلبة الذين تجاوزوا الحد المسموح للاعادة والرسوب في « التوجيهي» ، ويقولون «حرام» على التربية فهو يحتاج لعلامة أو علامتين.
اذا بقينا على هذه السوية فأننا سنعيد التعليم والتربية الى الوراء اكثر من ذلك بحجة الشفقة والرحمة.
فعودة الجدية مطلوبة في التعليم بكافة مراحله ، فلا حرمة لعلامة أو علامتين ، لانه بعد ذلك ستتحول الى مادة او مادتين ، لتكن النتيجة ، العودة لمربع الامية وليس النوعية والجودة.
فالرحمة والشفقة مطلوبة كسلوك انساني ، ولكن الحزم مطلوب ايضا كسلوك تنظيمي واداري.
وما ينطبق على التربية بالضرورة يجب ان ينسحب على الجامعات والتعليم العالي ، بحثا عن عودة ميمونة ، لاقلاع جديد نحو النوعية والجودة.
الرأي