عيد الاستقلال: بعيدا عن الشعارات
27-05-2008 03:00 AM
عيد الاستقلال يطل مرة اخرى مذكرا بانشاء الدولة الاردنية. التاريخ هنا يختلط مع السياسة و الثقافة و الاقتصاد مشكلا رسالة للاردنيين مضمونها صونوا بلادكم و وحدتكم.
الوحدة الوطنية كانت الشعار المترافق مع الاردن على مدى تاريخه. شعار جميل لكنه يدفع الى التساؤل عن ما يوحد الاردنيين.
حقيقة الامر ان النظرة التقليدية و ما تعلمناه في صفوف المدارس يتحدث في معظمه عن وحدة التاريخ و الجغرافيا. التاكيد هنا مهم ان وحدوية التاريخ و الجغرافيا لا تنتج الوحدة الوطنية و لا ترسخها. فلو انها تفعل ما ترك الاردن يعاني ازمة اقتصادية خانقة على مراى جيرانه الذي يوحده معهم التاريخ و الجغرافيا و الدين و اللغة. و لو كانت فعلا تفعل لما رايت الكويت و العراق يتقاتلون و لا كنا لنرى الدعوات الانفصالية تطيح باستقرار و امن بعض الدول.
هنا يبدا البحث عما يمكن فعلا ان يوحد الاردنيين و يجعلهم صفا واحدا مترايطا. اجاب الاردنيون انفسهم عن هذا التساؤل عند وقوع تفجيرات الفنادق. فلاقت استنكارا موحدا تشاطره الاردنيون ايا كانت اصولهم و منابتهم. التوحد الجميل وقتها لم يكن بسبب الجغرافيا و لا التاريخ بل لان الاردن و امنه بات على المحك. هنا يكون الاستنتاج بان الموحد هو ما قدمه الاردن لمواطنيه من امن و تعليم و وظائف جاعلا اياه الامن و الافضل معيشة على صعيد جيرانه.
تعودنا انا و الاصدقاء في عمان على نقاش امور السياسة و الاقتصاد. و اصدقكم القول اننا كنا نناقش حتى اكثر الامور حساسية و التي لو نوقشت في دولة اخرى لربما اصبحنا في عداد الطابور الخامس او المتامرين. اما نتائج النقاش ققد كانت دائما تسفر عن نقطتين. الاولى كانت حمدا لله على ما نحصل عليه في الاردن من تعليم و ترفيه و تطور. و الثانية ان العيش في الاردن فعلا جميل و سيكون اجمل لو ترافق مع مزيد من الانتعاش الاقتصادي و الاصلاح السياسي.
حبذا لو بدات تربية اطفالنا بالحديث عن ما قدم الاردن. و حبذا ايضا عدم خلط انتقاد السياسات مهما بلغت حدتها مع موضوع حب الاردن و الانتماء اليه. فالاردني ينتقد لان الاردن اردنه و ليس لان الاردن ظالمه و منتقص حقوقه.