اعتبرت جريدة عمون في تعليقها على مرافعة الوزير الاسبق والقانوني البارز الدكتور محمد الحموري المتعلقة بقضية الكازينو أنه قد فجّر من جديد قضية "الكازينو" التي كانت الحكومة السابقة وقعتها مع شركة خارجية، حينما كشف النقاب عن فقدان الصفحة التاسعة من صفحات الاتفاقية العشرة في كلا النسختين التي وجدت إحداهما عند رئيس تحرير يومية العرب ووجدت الثانية عند النائب ممدوح العبادي. وقد بين الوزير السابق أن الصفحة التاسعة الناقصة أو المختفية تحتوي على خمس مواد من أصل مواد الإتفاقية السبع والعشرين وهي المواد من 21 إلى 25. وحسب تقديري فإن الدكتور الحموري لن يستطيع العثور على الصفحة التاسعة المفقودة مهما حاول من البحث وذلك راجع لأسباب علمية وتكنولوجية مرتبطة بطبيعة الإتفاقية التنموية من جهة وبسبب النوايا الحسنة التي تكمن وراء هذا المشروع التنموي الريادي ذو الأبعاد السياحية والبيئية والإجتماعية والذي هدف إلى تطبيق أحدث ماتوصلت إليه التكنولوجيا من أجل الوصول إلى تنمية مستدامة في منطقة البحر الميت من جهة أخرى.


فكلنا يعرف أن الهدف من مشروع الكازينو الإستثماري هو تنمية السياحة في منطقة البحر الميت. وحيث أن التنمية المستدامة تتطلب المحافظة على البيئة المحيطة لأي مشروع ومن منطلق حسن النوايا يعتقد أن شركة (Oasis) وبعد أن رأى خبراءها انتشار النفايات الصلبة من أوراق ومواد بلاستيكية وغيرها على شاطىء البحر الميت والمناطق المحيطة فقد قررت استخدام موادا رفيقة بالبيئة لتعطي للأردنيين درسا في كيفية المحافظة على بيئتهم بحالة نظيفة. فأحضرت معها بعض أنواع الورق الرفيق بالبيئة والذي يتحلل سريعا وبشكل تلقائي بعد استخدامه بفترة قصيرة كي لا يتراكم في البيئة مسببا التلوث. علما بأن هذا النوع من الورق غير مخصص لكتابة الإتفاقيات التي تتطلب بقائها لفترة طويلة قد تصل إلى خمسين عاما. ولكن لسوء الحظ وكما يبدو من مجريات الأحداث فقد استخدمت ورقة وبدون قصد لكتابة مواد الصفحة التاسعة دون الإنتباه إلى أنها ستتحلل بعد أيام. وبالفعل تحللت الصفحة التاسعة تماما فأصبحت أثرا بعد عين. وعليه فأتوقع أن يزول العجب من اختفاء الصفحة التاسعة بعد أن عرف السبب وراء ذلك وأتوقع أيضا بأن يتوقف الدكتور الحموري عن البحث عنها.


أما في ما يتعلق بالمواد الخمسة التي كتبت في هذه الصفحة فيمكن المساهمة في استنساخها وتوقع مضمون ما نصت عليه اعتمادا على السياق العام للإتفاقية وأهدافها الإنسانية والتنموية واعتمادا على معرفتنا الأكيدة في التزام الشركات الشبيهة بشركة الكازينو واحترامها لتقاليد البلد الذي تعمل فيه وحرصها على تنمية موارده البشرية. وبناء على ذلك فلن يبتعد مضمون ونصوص المواد المفقودة كثيرا عن النصوص الآتية اللهم إلا من حيث الترتيب:


المادة 21:

وحيث أن منطقة البحر الميت تعاني من ارتفاع غير طبيعي في الضغط الجوي بسبب انخفاضها عن مستوى سطح البحار المفتوحة مثل البحر الأحمر فإن هذا الضغط الجوي المرتفع يؤدي عادة إلى زيادة ضغط دم المقامرين وإصابتهم بالصداع وفقدانهم التركيز حول طاولات القمار. وهذا الأمر قد يسبب الحد من إقبال المقامرين على الكازينو. ولهذا فإن الحكومة الأردنية تلتزم بإجراء ما يلزم من أجل تخفيض قيم الضغط الجوي في المنطقة المحيطة بالكازينو إلى مستوياته الطبيعية في عمان مثلا وبالطريقة التي تراها مناسبة وذلك من أجل توفير أفضل الأجواء الطبيعية أمام المقامرين.


المادة 22:

ونظرا لارتفاع ملوحة مياه البحر الميت مقارنة بالبحار الأخرى فإن الشركة ترى أن متعة السباحة في البحر ستبقى ناقصة بسبب صعوبة غوص السباحين فيه والذين يتوقون عادة للغوص في البحر صباحا بعد ليالي المقامرة الصاخبة والتمتع برؤية الأسماك والمرجان التي ولسوء الحظ لا تستطيع العيش في البحر الميت. وخوفا من أن يؤدي هذا العامل الطبيعي أيضا إلى تقليل إقبال المقامرين على الكازينو فإن الحكومة الأردنية تلتزم بقسمة البحر الميت إلى نصفين ونقل الأملاح من النصف الأول إلى النصف الثاني بالطريقة التي تراها مناسبة ليستخدم النصف الأول ذو الملوحة المنخفضة للسباحة والغوص وتربية الأسماك والمرجان مما سيؤدي أيضا إلى المحافظة على التنوع الحيوي في المنطقة.


المادة 23:

لاحظت الشركة وجود الذباب والبعوض بأعداد كبيرة في المنطقة الأمر الذي سيؤدي إلى إقلاق راحة مرتادي الكازينو ومحاولة التعدي على موائد القمار. ولحل هذه المشكلة ومن منطلق اهتمامها بتنمية الموارد البشرية في المنطقة فإن الشركة تلتزم بإيفاد عدد من أبنا المنطقة لدراسة هندسة الجينات ليتسنى لهم تعلم طرق الهندسة الوراثية التي تجعل البعوض والذباب عقيما وغير قادر على التكاثر أو تحويله إلى حشرات خفيفة الدم. وستلتزم الشركة بإحضار أسرابا من البلابل والحساسين وغيرها من الطيور الجميلة إلى منطقة الكازينو مما ستضفي على المنطقة أجواء غاية في الرومانسية التي يتطلبها لعب القمار.


المادة 24:

فقرة أ: تلتزم الحكومة الأردنية بنقل شلالات ماعين إلى منطقة الكازينو نظرا لصعوبة التوفيق بين الإستجمام في منطقة الحمامات الحالية والمقامرة في منطقة الكازينو بسبب بعد المسافة بينهما.


فقرة ب: وحيث أن المنطقة المحيطة بالكازينو تفتقر للتنوع المناخي كون طقسها مشمس في معظم أيام السنة ولا تشهد أي تساقط للثلوج التي يمكن استخدامها للتزلج. فإن الحكومة تلتزم بإنشاء مضمار جليدي على الجانب الأيمن من شارع السلام لاستخدامه من قبل المقامرين الراغبين بالتتزلج وتلفريك على الجانب الأيسر ليساعدهم على العودة إلى عمان في حال فقدوا كل نقودهم.


المادة25:

حيث أن قوانين الكازينوهات لا تتيح لأبناء المناطق المجاورة دخولها فإن الحكومة الأردنية تلتزم بتحويل منطقة الكازينو إلى منطقة مقامرة خاصة ذات قانون ونظام خاصين ليتاح لأبناء المنطقة دخولها والمشاركة في نشاطات الكازينو المختلفة بدلا من تجشم عناء السفر إلى شرم الشيخ وغيرها.


وفي النهاية أرجو أن يكون معالي الدكتور محمد الحموري قد اقتنع بأن الصفحة التاسعة المفقودة وموادها الخمسة لا يمكن أن تحتوي على أي بند يضر بمصلحة الوطن بل تحتوي على بنود تنموية ذات أبعاد بيئية وسياحية واقتصادية ونرجو منه أن يأخذ قسطا من الراحة بعد بحثه المتواصل على الصفحة التاسعة الذي استمر لعدة أيام ونرجوه من معاليه مراجعة بنود الإتفاقية مرة أخرى لأنها تبدو لغير القانونيين مثلي بأنها مجحفة بحق شركة الكازينو ونخاف أنها ستؤدي إلى هامش ربح قليل أو خسارة للشركة مما لا يتناسب مع عاداتانا الأصيلة في إكرام الضيوف وخاصة المستثمرين.