عمون- ثمن خبراء مختصون في مجال حقوق الانسان من منظمات ومؤسسات محلية واقليمية ودولية، الجهود الكبيرة التي يقدمها القائمون على مركز إصلاح وتأهيل سواقة ومستوى الخدمات المقدمة للنزلاء فيه.

وكان مكتب التنسيق الحكومي لحقوق الانسان برئاسة الوزراء، نظم زيارة لمركز إصلاح وتأهيل سواقة بالتعاون مع وزارة الداخلية ومديرية الامن العام/ مكتب الشفافية وحقوق الانسان مؤخرا، للاطلاع عن كثب على الواقع المعيشي للنزلاء والخدمات التأهيلية المقدمة لهم ومدى ملاءمتها لمعايير حقوق الانسان الدولية.

وقال المفوض العام للمركز الوطني لحقوق الانسان الدكتور موسى بريزات، ان الزيارة جاءت لرؤية واقع الخدمات المقدمة لفئة معينة من المجتمع والتي نأمل ان تصبح منتجة بعد تأهيلها، مشيرا الى تقدم حالة حقوق الانسان بالأردن والتقدم الكبير في منظومة اصلاح وتأهيل السجون وبما يتوافق مع المعايير الدولية، "مع الأخذ بالاعتبار ان هناك بعض القوانين الوطنية وبعض السياسات والممارسات تحتاج الى تعديل او تطوير ليصبح الاردن نموذجا يحتذى به في كافة المحافل الدولية".

وقال مندوب منظمة هيومن رايتس ووتش بالمملكة آدم كوجن، ان هذه الزيارة اتاحت له فرصة الاطلاع على اوضاع النزلاء والبيئة الحقيقية التي يعيشونها، والاستفادة من المعلومات والاحصائيات والارقام التي قدمتها ادارة المركز.

وأشار الى "وجود عدد من القضايا التي تحتاج الى مراجعات وحلول"، معربا في الوقت ذاته عن تقديره للتطور المهم في العديد من قضايا حقوق الانسان في الاردن، والسماح للمنظمة بفتح مكتب لها بالأردن.

وقالت المدير الاقليمي للمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي تغريد جبر، ان هذه الزيارة تأتي لتجسيد الشراكة والتفاعلية بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية المعنية لسد الفجوة التي كانت قائمة سابقا وتقريب وجهات النظر بما يخدم ملف حقوق الانسان، مشيرة الى الارادة السياسية من قبل القائمين على المنظومة، والجدية والمتابعة من قبل جهاز الامن العام للانفتاح والتعاون مع المنظمات المتخصصة وبما يخدم اجندة الاصلاح وإعادة التأهيل.

من جهته قال رئيس الجمعية الثقافية للرعاية اللاحقة شريف العمري، ان مركز سواقة هو أكبر مركز إصلاح وتأهيل في المملكة، لافتا الى ان إدارته بحاجة إلى نشاط دائم ويقظة مستمرة توائم بين متطلبات الأمن والاستحقاقات الإنسانية والمحافظة على حقوق الإنسان لفئة من المجتمع حكم عليها أن تكون في هذا المكان.

وأشار الى الانفتاح الذي تبديه الجهات الحكومية المعنية بالسماح لمنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية وتمكينها من زيارة مراكز الإصلاح والتأهيل.

واوضح رئيس الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان الدكتور سليمان الصويص ان نصف عدد النزلاء، والذين كان عددهم 2153، كانوا يمارسون نشاطات إنتاجية وتثقيفية، بمن فيهم الذين يتابعون دورات تدريبية حيث ان مفهوم "الإصلاح والتأهيل" وجوهره هو أن لا يبقى النزيل طوال النهار بدون أن يعمل شيئاً مفيداً لنفسه ولمجتمعه، متمنيا أن تتمكن الحكومة، من رصد الأموال الضرورية لتمكين مراكز الإصلاح من شمول جميع النزلاء (باستثناء غير القادرين على العمل) ببرامج إنتاجية وتدريبية لتحسين أوضاعهم، خصوصاً فيما يتعلق بالرعاية اللاحقة.

وقال رئيس لجنة الحريات في نقابة المحامين المحامي وليد العدوان، ان الزيارة اتاحت الاطلاع على المشاكل التي تواجه نزلاء المركز والجهود المبذولة لحلها من القائمين والمشرفين على المركز، مشيرا الى ان النقابة من خلال لجنة الحريات العامة وحقوق الانسان مهتمة بنصوص القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق النزلاء.

واوضحت ممثلة اللجنة الوطنية الاردنية لشؤون المرأة اشجان العنانزة ان الزيارة كانت نوعية وسادها الطابع الانساني لمنظومة الخدمات المقدمة للنزلاء من حيث التعليم والصحة والمرافق الترفيهية والرياضية والحرفية، مشيرة الى اهمية ان تعمم هذه الخدمات على باقي مراكز الاصلاح والتأهيل بالمملكة.

واشارت مندوبة مركز العدل للمساعدة القانونية آلاء جاغوب الى ان الجولة اتاحت لها فرصة الاطلاع على ارض الواقع على ما يقدم للنزلاء من خدمات، ومدى التقدم الملموس في منظومة حقوق الانسان الامر الذي يعكس تطور برامج تأهيل واصلاح السجون بما يتوافق مع المعايير الدولية.

وقالت مديرة المعهد الدنماركي لمناهضة التعذيب بالأردن لبنى ناصر، ان وجود الانشطة اللامنهجية من مسارح وملاعب ومراكز حرفية والتي يقدمها المركز للنزلاء تعمل على تخفيف الأعباء عليهم، معربة عن تقديرها للجهود التي بذلها المنظمون لهذه الزيارة الناجحة.

ولفتت عضو مركز الشفافية الاردني الدكتورة علا العباسي الى تطابق الشرح المسبق من قبل ادارة المركز حول واقع الخدمات مع المشاهدات على ارض الواقع، من حيث احترام آدمية وكرامة الانسان، بالإضافة الى البرامج التأهيلية التي تعمل على اصلاح النزيل وجعله مواطنا صالحا في المجتمع بعد خروجه من السجن.

واكد عضو اكاديمية التغير للدراسات الديموقراطية والتنموية كمال المشرقي ان الزيارة تجسد النهج التشاركي بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني للوقوف على آليات العمل المشترك لتحسين ظروف نزلاء مراكز الاصلاح، والخروج بخطة وطنية تتيح ايجاد مشاريع عمل تضمن تحقيق الهدف من العقوبة وخلق بيئة امنة لجميع الفئات.

واشادت مندوبة مؤسسة ارض العون القانوني سوزان محارب بالدعوة الحكومية لهذه الزيارة وأهمية توثيق وتعميق الشفافية والتشاركية مع منظمات المجتمع المدني، من خلال الاطلاع على مختلف الجهود المبذولة التي تدعم اصلاح وتأهيل الافراد ومستوى الخدمات المتطور المقدم لهم.

وقال مستشار حقوق الانسان في منظمة محامون بلا حدود -الاردن- معاذ المومني، ان الزيارة كانت ناجحة بكافة المعايير نتيجة تعاون الجهات الحكومية ذات العلاقة، حيث تم الاطلاع على بيئة السجن في مركز سواقة والتي تبين أنها تتواءم مع اغلب المعايير الدولية الخاصة بالنزلاء والموقوفين، متمنيا المزيد من هذه الزيارات مستقبلا لاطلاع المجتمع المدني على واقع حال السجون بالأردن.

وقال مندوب المجلس الوطني لشؤون الاسرة محمد مقدادي، ان لدى المركز مستوى جيدا من البنية التحتية والخدمات الصحية والغذائية، إضافة إلى تميزه بالخدمات التأهيلية المهنية وتوفر المشاغل المختلفة والمدربين المؤهلين، ما يساهم في تأهيل النزلاء وتدريبهم على مهن يحتاجها المجتمع، موضحا أن التوسع في تلك الخدمات التأهيلية المهنية، والتوسع في الإنتاج الحرفي يشكل إضافة نوعية لفائدة المجتمع من جهة وفائدة النزلاء بعد خروجهم من جهة ثانية.

وقال المنسق الحكومي لحقوق الانسان باسل الطراونة، ان الزيارات الدورية لمراكز الاصلاح والتأهيل والتوقيف، تأتي لتأكيد النهج الحكومي الرسمي في إطلاع مؤسسات المجتمع المحلي والاقليمي والدولي على الاجراءات الحكومية الميدانية حول واقع تلك المراكز في جميع محافظات المملكة، وبيان واقع الخدمات المقدمة للنزلاء ومراعاتها للمعايير الدولية المتقدمة في هذا الاطار .

وقال مدير مكتب الشفافية وحقوق الانسان بمديرية الامن العام العقيد حسام المجالي، ان الترتيب لهذه الزيارة وغيرها من هذه الجولات المهمة جاءت بإيعاز من مدير الامن العام لإطلاع كل من له علاقة بمنظومة حقوق الانسان على آلية العمل والخدمات المقدمة للنزلاء والموقوفين في مراكز الاصلاح والتأهيل بالمملكة ومن بينها مركز سواقة، ولإظهار الجاهزية والاحترافية ضمن المعايير المعتمدة دوليا ومحليا من قبل ادارة المركز.

"بترا"