روسيا واللعب خلف خط الجزاء ..
01-10-2015 02:15 PM
بالامس باشر الطيران الروسي اولى طلعاته على الاهداف المزعومة لداعش في سوريا.. وما ان اخمدت نيران الحرائق وانقشع غبار الدمار وجرى رفع الجثث من تحت الانقاض حتى تبين ان الاهداف التي دكّها الطيران الروسي في حماة لم تكن داعشية ولا شبه داعشية...
حقيقة الامر ان الضربات الروسية وجهت لمقرات الجيش الحر وليس لداعش كما يقول الروس الذين برروا وجودهم في سوريا بالدفاع عن مصالحهم الاستراتيجية العليا.. والمتمثلة بمقاومة التنظيم الذي استقطب الالاف من الروس الذين اصبحوا خطرا مستقبليا على الكيان الروسي لا ينبغي السكوت عنه.
المشهد الجديد من المسرحية العالمية في روسيا يكشف عن حقيقتين تتمثل الاولى برغبة غربية في ان يغذى الصراع في المنطقة العربية لإشغال العرب والمسلمين بالاقتتال لأطول مدة زمنية ممكنة والتخفيف من ضغوط الارهاب الذي تقوم به الجماعات الاسلامية في العالم الغربي.. والثاني تأكد حقيقة توزيع الادوار بين الدول الفاعلة على المسرح العالمي وانقلاب الولايات المتحدة على الجيش الحر وكل قوى المعارضة غير الاسلامية واحالة امر انهاكها وربما انهاء وجودها لروسيا.
في الكلمة التي القاها أوباما امام الجمعية العامة ملامح لتحولات استراتيجية عميقة حيث كانت روسيا وايران حاضرتين في كلمة الرئيس الموجزة فقد جاء على ذكر كل منهما 18 مرة واختفى ذكر اسرائيل وفلسطين من مفردات الخطاب الامريكي الذي طالما تناولهما باسهاب في السنوات الماضية فقد تلاشى الحديث عن الصراع العربي الاسرائيلي من الخطاب تماما.. فالولايات المتحدة لم تعد معنية كثيرا بالشرق الاوسط كما كانت قبل سنوات فعلاقتها باسرائيل اصبحت فاترة والادارة الامريكية لم تعد قادرة على التأثير في سير الاحداث فاثرت الانسحاب من عشرات الملفات التي لم تنجح في اغلاقها كما اسهم التوسع في استخراج النفط الامريكي والتحول نحو مصادر جديدة للطاقة في تغيير النظرة نحو الشرق الاوسط وأهميته.
حتى اسرائيل وبالرغم من انها الثابت الوحيد في السياسة الامريكية لما يزيد على سبعين عاما الا انها لم تعد تحتل المكانة التي كانت تنعم بها في السياسة الامريكية الخارجية فقد كانت المرة الاولى في عهد اوباما التي لم يجئ على ذكرها في خطابة الاممي بعد ان كانت محورا اساسيا في كل كلمة من كلمات الرؤساء الذين خاطبوا الجمعية العامة منذ عقود.
الواضح تماما ان الامة العربية بكل مكوناتها اضحت بعيدة عن طاولة بحث مصير المنطقة التي كان بستان هشام بن عبدالملك مركزها... فالمللالي الايرانيون وجيرانهم العثمانيون هم من سيتحدثون نيابة عن انطاكيا وطرطوس وحلب والشام... والعرب منشغلون في تثبيت ما تبقى لانظمتهم من سلطة تعارض صيرورة التاريخ وتتنافى مع كل قواعد التنمية والعدل والسلام التي انشئت الامم المتحدة لتحقيقها.