كلما التقيت احدا بنتاً كانت او شاباً رجلاً او امرأة اراه منهمكا بالخلوي او الانترنت حتى انه ينسى نفسه وتصبح الجلسة مملة لا طعم لها ولا يشعر احد بوجودك الا عندما تستأذن للانصراف ورغبه مني بمعرفه مايدور باجهزتهم وعلى لمسات اصابعهم توصلت لبعض حوارات الشباب على شبكة الانترنت مع التحفظ الشديد على هذه الشبكة وعلى خطورتها واستغلال ذوي العاهات النفسية والعقائدية على بث السم من خلالها, لتشويه المبادىء والقيم والتراث وقتل كل مرتكزات الاعتزاز بالهوية والأرض, في أعماق جيل للأسف الشديد لا يهتم بتراثه ولا يعرف شيئا عنه, ما يسهل على المتربص القيام بمهمته- حوارات الانترنت تشير إلى ضياع الجيل الشاب ومحاولته التفلت من أية قضية.
ولا ادري اين هي اهدافهم وطموحاتهم وأحلامهم وهل ظل هناك أهداف نناضل من أجلها لأن الثوابت اعتقد انها ذابت في المتغيرات.
الزائف هو الحقيقة.. والحقيقة لا أحد يجرؤ أن يلفظها، منهكون إلى حد الألم. واتساءل مثل غيري ألهذا السبب يعيش الشباب العربي ضياعا لا نهاية له؟!
هذا الجيل ما عاد قادرا على التمييز.. بعد ان تساوت عنده الأشياء كلها.. فاصلح بين هاويتين ولا يدري أين المفر. هل يمضي إلى الأمام؟ وهل هناك من يؤكد له أن هذا (الأمام) الذي ينشده هو الأمام؟ لأن بهذا الزمن الوراء قد يصير اماما ويصير تقدما. فأيهما أكثر ثباتا على تراب الزمن المنزلق؟! الذين يهوون الركض وراء الكاوبويوالسلسال أم الذين يعودون إلى عباءةالشسيخ الذين يتجردون من ماضيهم وينسلخون عن أحزابهم وقضاياهم؟ أم الذين يجاهرون بالانتماءوالولاء ومحبه الوطن؟
للأسف.. لم ألتق شابا عربيا إلا وينوي الهجرة. حتى أبناء الذوات الذين يرفلون باثواب النعمة ويلعبون بالدولارات واليورو والين ويسوقون افخم السيارات يتمنون الهجرة. هؤلاء الشبان يعرضون أفكارهم ويدافعون عنها.. إنهم مقتنعون أن خلاصهم وحياتهم وسعادتهم ستكون بالهجرة من أوطانهم ومجتمعاتهم وتقاليدهم وعاداتهم حتى ولو على حساب سعادة اب شيخ مريض او عاجز وام تمتلك بقايا قلب الله يعلم يعود ليراها ام لا.. وكلمة ابحث عن رزقك تتردد على لسان الجميع فلماذا هذا الإصرار على الرحيل؟ هل ضاقت الأوطان بطموحات الجيل الجديد؟ وهل لديهم فعلا طموحات خارج الأحلام الاستهلاكية والانترنت والهاتف النقال والنظر إلى الغرب على أنه الجنة الموعودة؟!
لكن المحزن حقا هذا الضياع الذي يتلبس الجيل كله.. إنهم لا يعرفون في أي طابور سيقفون.. ولا يعرفون إلى أي الرموز سينظرون.. من هدم كل شيء في دواخلهم؟! واعتقد أن الحكومات مسؤولة عن جزء كبير من هذا الضياع. حيث أنها لا تفسح المجال لحرية التعبير للجيل الشاب المتمرد ولا تعمل على تأمين ما يحقق لهم وجودهم وتشعرهم بأهميتهم وفاعليتهم في المجتمع حيث تستشري البطالة والوساطةحى بصفوف الكنعلمين والخبراء لتجد ان الرجل المناسب ليس في المكان المناسب. لا يقتنع الجيل الشاب حاليا في كل الوطن العربي بجدوى التعليم, ولا بجدوى التفوق. ولا التكيز ولا الابداع فهو لا يصدق أنه بمجهوده يحقق مستقبله إلا إذا كان وراءه من يدعمه ويهيىء له مكانا تحت الضوء. واصبحت الشهادة لاتعني له شيئا لان الواسطه او كما يقولون فيتامين واو اقوى كم كل الشهادات نعم إن ضياع الجيل الشاب وصل إلى درجة الفوضى إذ اصبحت تجد الميادين والحدائق والساحات و المقاهي مكتظة بالشباب العاطل عن العمل كل يندب حظه وهم في أعلى درجات العطاء.. ما قد يدفعهم احيانا إلى العقوق بالوالدين وبالشارع وبالحارة وحتى الوطن, ولا أعتقد أن الهجرة مطلب حقيقي لهم إلا لأنهم مهزومون ومهمشون لا دور لهم في الحياة ولا في المجتمع.. فهل تعيدهم -المهاجر- إلى ذواتهم المبعثرة والمشككة في كل شيء?! حيث يقول المثل جرب حظك