إن المتابع لتسعيرة المشتقات النفطية الشهرية يصاب بالحيرة من طريقة احتسابها والتذبذب الذي يتعلق بها، حتى اصبح المواطن في حيرة من آلية الاحتساب ، خاصة مع تسعيرة شهر اكتوبر (تشرين الاول) ولا ادري كيف خفضت الحكومة الاسعار بمقدار تعريفة بالرغم من الانخفاض المستمر في اسعار المشتقات النفطية العالمية.

ويلاحظ ان التسعير الشهري لأسعار المحروقات، وآلية التسعير (النسبة والتناسب) تطبق فقط عندما يرتفع السعر عالمياً، ويتم التثبيت او تخفيض سعر المشتقات النفطية بنسبة صغيرة بالاردن عند هبوط سعر برميل النفط عالمياً!!! ويتم رفع سعر المشتقات النفطية بنسبة كبيرة عند ارتفاع سعر برميل النفط عالمياً!!!

والمفارقة في ذلك ان اسعار المشتقات عندنا بارتفاع مستمر!! بالرغم من ان أسعار النفط العالمية ما زالت تسجل انخفاضاً ملموساً ولمستويات جديدة لم تشهدها منذ تموز عام 2009، وتراجع خام "برنت" الأوروبي -الذي تعتمده الحكومة في تسعير المحروقات محليا- دون 45 دولارا للبرميل، ووصلت نسبة الانخفاض على النفط نحو 45 في المئة مقارنة مع ذروته في السنوات السابقة التي تجاوز فيها 115 دولارا للبرميل.

ولذا نرى ان الحكومة لا تعكس انخفاض أسعار النفط عالمياً على المستهلك المحلي، وانما تسعى إلى تحقيق أكبر إيراد ممكن من وراء عدم تخفيض أسعار المحروقات محلياً، علماً بأن الحكومة تعهدت إبان تنفيذ سياسة "تحرير أسعار المحروقات" ببيع المحروقات بحسب أسعارها العالمية، غير أنها لم تلتزم بتلك السياسة عندما انخفضت أسعار النفط إلى مستويات قياسية، وفي "غياب واضح للشفافية" في تسعير المشتقات النفطية.

وكذلك الانخفاض الذي طرأ على أسعار المحروقات محليا خلال الخمسة شهور الماضية بالنسبة لمادة البنزين أوكتان 90 ،95 لم يتجاوز 17 في المئة، بينما هبطت أسعار النفط العالمية بنسبة اكثر من 50% في المئة. وبالرغم مما يشاع من أن الحكومة تخسر من انخفاض اسعار النفط عالمياً، كونها تعتمد على بعض الدول المصدرة للنفط في زيادة الايرادات والمنح والتي قد تنخفض بسبب ان هذه الدول انخفضت ايرادتها بما يفوق 40% من موازنته السنوية.

السؤال الذي يطرح في هذه المناسبة؛ الى متى ستبقى الحكومة تبتعد عن الشفافية في تبيان الطريقة الصحيحة في تسعير المشتقات النفطية، وتعمل على اتباع سياسة جهل المواطن في معرفة استراتيجية التسعير، وبالتالي تصدر النشرات الشهرية للتسعير بما يتناسب مع مصالحها وليس مصلحة المواطن؟!

bsakarneh@yahoo.com