في غمرة فوضى ما يسمى مجازا بالربيع العربي , وإنشغال العرب أحفاد وأتباع محمد صلى الله عليه وسلم, بحروب ضروس فرضت عليهم فرضا, أخذت المؤامرة الكبرى على رسولنا الكريم تشتد تباعا ظانة بأن الفرصة السانحة قد لا تعوض او تتكرر , فهاهم الصهاينة الذين هتفوا في يوم أسر الاقصى (محمد مات خلف بنات ) يصرون على تنفيذ مؤامرة تقاسم الاقصى المبارك تماما كما فعلوا في الحرم الابراهيمي , ولا أحد في عالم النفوذ المنافق يحرك ساكنا لصد هذه المؤامرة الكبرى , وهاهم ملالي إيران يصرحون تباعا بضرورة تدويل المقدسات في بلاد الحرمين , ولا أحد في عالم النفوذ المنافق ذاته ينبس ببنت شفة للجم هذا الطموح الخائب بإذن الله .
أنها والله مؤامرة كبرى بدأت فصولها وما زالت تتوالى برسومات مسيئة للنبي صلوات الله وسلامه عليه , في مشهد جس نبض لرد الفعل , ثم أخذت بالتمادي بخبث ومكر شديدين , وسط حالة من الضياع العربي , وفي ظل إنقسام عربي تقرأ وللأسف بين ثناياه , مواقف عربية مخزية ومحزنة معا تعاند وربما تستخف بالرعاية الاردنية الهاشمية للمقدسات في القدس الشريف , ومن هؤلاء الخواء من منع إمام الحضرة الهاشمية الزائر من إلقاء خطبة الجمعة في الاقصى الشريف بينما سمح لأجنبي غيره بذلك , ومنهم من تلمس في تصريحاته وتعليقاته غباء منقطع النظير لا يرقى قيد أنملة إلى أدنى عتبات تلك المؤامرة الكبرى , فنظره كما نقول عاميا بين رجليه , ومنهم من يتاكى كذبا على شعب اليمن وحقيقة الامر هو حقد على السعودية التى تتصدى للمؤامرة الحوثية على مقربة من خاصرة الحرمين وقبر الرسول الاعظم .
نعم إنها المؤامرة المرعبة الكبرى , فلقد فقد العرب فلسطين كلها , ولم تعد قضيتها تؤرق أو حتى تحظى بادنى إهتمام لدى السواد الاعظم منهم , حتى وهم يرون مكان سجودهم عند معراج نبيهم نبي البشرية كافة يستباح ويدنس كل يوم , لا بل وأراهن ان منهم من يتمنى ما هو اكثر ولسان حاله يقول دعونا نرى ما سيفعل الاردن صاحب الرعايه , وكأن الاقصى الشريف ومعراج محمد صلى الله عليه وسلم حكر على الاردن دون سواه , ناسين ومتناسين ان دم الاردن من أجل القدس والمقدسات لم ولن يجف إلا ساعة التحرير بإذن الله , واراهن كذلك ان منهم من يتمنى الفشل للسعودية لا قدر الله في صدها لمخطط الملالي , ولسان حاله ينتظر التشفي إذ يرى اليمن وقد إنضم لدول عربية أخرى تحت وصاية الملالي وصولا لا سمح الله إلى بلاد الحرمين ومسرى وقبر محمد صلى الله عليه وسلم .
بوضوح يأبى ألإلتفات إلى ترهات ونقاصات الناقصين من أمتنا العربيه , فإن مسرى ومعراج وقبر رسولنا الكريم اليوم في خطر شديد , وهو خطر ممتد من صعدة ومعها غباء المخلوع الباحث عن سلطة نتنة على حساب اهله وبلده إلى عاصمة الكيان الإسرائيلي الذي يرى الاردن وقد بات ليس وحيدا وحسب في نضاله دفاعا عن الاقصى , لا بل وهناك من يتشفى به , مثلما يمعن الملالي في هجمتهم الخاوية ضد السعودية التي افسدت مخططهم المرعب , في وقت يتشدق فيه عرب هم إما اغبياء أو حاقدون بما يرمي لإحباط المدد السعودي والإماراتي والقطري الذي يقف بشموخ في وجه هذا المخطط الذليل بإذن الله .
لا الاردن قصر عبر تاريخه مع العرب , ولا السعودية والامارات وقطر قصر أي منها , ولا حول ولا قوة إلا بالله , فالابيض صار في عالمنا العربي اسودا والاسود ابيضا على ايدي المنافقين تجار المحن . هذا موضوع يطول شرحه كي يقال للكاذب انت كذاب وللصادق بارك الله بك وعليك , والمهم هنا هو بيان ان حجم المؤامرة على رسولنا ومقدساتنا في القدس وفلسطين ومكة والمدينة وبلاد الحرمين مذهل ومرعب ويتمدد , ومن واجب كل عربي ان يصحو وان يتقي الله في ما يقول وإلا فستأكل النار تلابيب ثوبه عندما يجد نفسه مطية للكيان والملالي وعبدا تدوسه اقدامهم ساعة لا ينفع الندم , والله من وراء القصد وللحديث بقية , والحمد لله رب العالمين .