بعد أكثر من أربع سنوات من الصراع الدموي تدخل القضية السورية مرحلة جديدة في نظر القوى الدولية أو العربية المشاركة في الصراع بالمال أو السلاح أو التدريب أو التخطيط والتآمر أو الأبواق الفضائية.
حتى الآن كان المجتمع الدولـي (والعربي) سعيداً بما يحدث في سوريا، ويرغب في استمراره لأطول مدة ممكنة لاستكمال تدمير الدولة السورية.
ومن هنا كانت السياسة المقررة هي الحفاظ على التوازن بين القوى المتصارعة، ودعم الجهـة التي يظهر ضعفها ويميل الميزان العسكري ضدها، وذلك لمنع اختلال التوازن الذي يفتح الباب لإمكانية الحسم بهذا الاتجاه او ذاك.
بعد الآن اختلف الموقف الدولي، ذلك أن غمر أوروبا باللاجئين السوريين، ودخول روسيا على الخط بقوة، يدفع هذه القوى الدولية للبحث الجاد عن حل سياسي عبر تليين مواقفها المتصلبة وتقديم تنازلات مهمة، وإعادة تفسير المواقف السابقة.
هذا لا يعني أن الحل السياسي أصبح في متناول اليد، فالجانب الثاني في سوريا، وهو الإرهاب، يضم عشرات الأطراف والمنظمات التي لا يمكن التوصل معها إلى حل فلا ُبد من دحرها أولاً لأنها لا تشكل خطراً على سوريا فقط بل على العالم بأسره، ولا يمكن أن يتحقق حل بوجودها.
إسرائيل طرف فاعل في هذا الصراع بشكل ظاهر أو مستتر، فهي صاحبة المصلحة في دمار سوريا بعد العراق، سوريا التي كانت تسعى للوصول إلى حالة توازن استراتيجي مع إسرائيل، ومن هنا فإن الطائرات الإسرائيلية تضرب ما تشاء داخل سوريا عندما تشاء ودون إعلان، كما أنها تتعاون مع المنظمات الإرهابية على جبهة الجولان وتقدم لها كل مساعدة ممكنة وتعتبر القوة الاحتياطية خلفها.
الحل بعد الآن أصبح بيد روسيا، فهي القوة التي أصبحت موجودة داخل سوريا، تسيطر على الأجواء السورية، بحيث لا يبقى لأميركا من دور في الحل سوى الضغط على حلفائها لوقف الدعم بالمال والسلاح والمحطات الفضائية الذي تقدمه لقوى الإرهاب التي تتنكر بأزياء إسلامية وشعارات ُسنية.
الرأي