خطاب الملكين عبد الله الثاني والحسين رحمه الله
أ.د. سعد ابو دية
29-09-2015 11:25 PM
ذكرني خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الامم المتحده امس بخطاب جلالة الملك حسين رحمه الله عام 1960 الذي كتبه بنفسه ومثل الخطاب المبادئ التي يدافع عنها الحسين وقال بعد خمسة عشر عاما احضروا لي هذه الخطاب والذي استطيع ان القيه الان و بالنسبة لخطاب الملك عبد الله الثاني في الامم المتحده لم يكن خطابا تقليديا ابدا و هو موجه للعالم وللاردن معا وفيه فكر متقدم لنواحي ترتبط بالعلاج وليس التشخيص ولابد من المتابعه .
خيل لي ان هذا الخطاب مثل خطاب الملك حسين في عام 1960 في ناحية اخرى اذ ان فيه شيئا من من روحه ايضا وانه بعيد نوعا ما عن تدخل وصناعة المستشارين والقصة التي رواها جلالة الملك عبد الله الثاني في بداية الخطاب عن سوء الخطاب الاعلامي وتدرجه في الوصف تدل على ذلك اذ عاش هذا الحدث بنفسه ولقد دعا في الخطاب الاردن والعالم لخارطة طريق وخيل لي ايضا ان صوته فيه شيء من قوة دفع التاريخ اذ يشبه صوت الملك فيصل الاول بن الحسين رحمه الله وكان قد قال لي احد الذي سمع الصوتين انه مثل صوت فيصل الاول ولم اتحقق من المعلومه على العموم فان جلالة الملك عبد الله الثاني والمغفور له الملك فيصل خبيران بالاوربيين وثقافتهم و بالنسبة لخطاب الملك فيه نقاط محدده موجهه للاردنيين والعرب والعالم ولكن يقع العبء على الاردنيين في المتابعه وطالما نحن نتحدث عن الافكار الجيده التي جعلتنا مفتونين كثيرا برجل ماليزيا الفذ مهاتير و اصبحنا من عشاقه فاني اذكر احبائي في الاردن ان المهم البيئه بيئة العمل اعطونا بيئه صالحه والامر ليس مهاتير ولافكره .
الامر يرتبط بالبيئه التي تساعد القائد السياسي و كل قصة مهاتير ليست قائمه على افكاره فقط بل على البيئه التي كان يعمل فيها وكل قائد يجب ان تكون البيئه متعاونه معه عالمة بدورها ولذلك قيل لا كرامة لنبي في وطنه اذا كانت البيئه ليست حاضنه .اذن الموضوع ليس مهاتير .
الموضوع بيئة مهاتير وفي حديث جلالة الملك عبد الله الثاني دعوه مهمة لاصلاح هذه البيئه محليا ودوليا وخلق مجتمع متماسك يبحث عن النقاط المشتركه والخطاب الاعلامي الصحيح والعمل الجاد والمثابره والبعد عن مايسمى (التناشز المعرفي ) Dissonance ,وهي عدم تطابق الاقوال والافعال هذا موضوع كتب فيه ليون فستنجر كتابا كاملا والاهم ان القران الكريم حذر من التناشز المعرفي في ثلاث وظائف رئيسيه للدوله .
كتبت عنها ورقه قدمتها في الباكستان ذات يوم ويلاحظ ان جلالته استشهد باحدى الايات الكريمه وعرج على العمل والمثابره هكذا نتقدم للامام وبالنسبة لعشاق الافكار شئ جعلني استغرب عندما لم ننتبه له .عندنا في افكار جلالة الملكين في الخطابات خلال 1953- 2015 والخاصة بخطابات الملكين عبد الله الثاني والحسين رحمه الله وفيها الكثير الكثير من الافكار الرائعه المتعلقه بالبيئه الاردنيه العزيزه ودون مجامله لاحظت انها اكثر صلاحا من اي افكار مستورده ودعني اقول للقراء انني لاانظر(تنظير) بل انني عشت هذا مع فريق وطني في مراجعة الخطب الملكيه الساميه منذ عام 1953 وحتى الان وكان ذلك بتكليف كريم من صندوق البحث العلمي ومديره الدكتور عبد الله سرور الزعبي في مشروع ريادي غير مسبوق على مستوى العالم كله وسيرى النور ان شاء الله واخيرا خالص الحب والاحترام للاردن وقيادته وشعبه وسهوله وهضابه وغوره وصحرائه ومياهه