عائلة أردنية تلقي كلمة أمام البابا والمشاركين في لقاء العائلات العالمي
28-09-2015 05:44 AM
عمون - ألقت عائلة أردنية، من مدينة الحصن، كلمة رئيسية، في لقاء البابا فرنسيس في مهرجان العائلات العالمي الذي انعقد ليلة أمس السبت في مدينة فيلادلفيا في الولايات المتحدة الأمريكية. وتحدث نضال موسى سويدان مع زوجته نداء يوسف وابنتيهما فاتن وديما، باسم القارة الأسيوية المشاركة في اللقاء العالمي، ضمن البرنامج الرسمي لزيارة البابا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. باعتبار أن الأردن جزء من الشرق الأوسط في المنطقة الغربية من القارة.
وقال سويدان ن الحضور العربي المسيحي للعائلات في المنطقة تعود الى قبل ألفي سنة.
وتطرق سويدان إلى مشكلة اللاجئين والمهجرين، ودور العائلات الأردنية في تقديم المساعدة والعون المعنوي والمادي، فقال: إن الصعاب التي تحملها اللاجئون المسيحيون في الفترة الأخيرة ودفعتهم للجوء إلى الأردن، جعلتنا كمجتمع أردني نضاعف جهودنا للمساعدة على توفير أفضل خدمة ممكنة لإخواننا وأخواتنا. مشيرا لقد ان هؤلاء اللاجئين العراقيين والسوريين ضحوا بكل شيء عدا إيمانهم، ونحن ندرك أنه علينا مسؤولية ودعوة خاصة من الرب لنكون شهوداً له كما أن كل عضو من أعضاء عائلتنا يشارك في ذلك.
وقال في اللقاء الذي شارك به بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال وكاهن رعية الحصن الأب فراس نصراوين، وست عائلات أخرى من الحصن، ان الكنيسة ومؤسسة كاريتاس الدولية في الأردن بالتعاون مع المؤسسات المحلية الوطنية، تقدم لهم خدمات مثل الغذاء، والعمل، والملبس، والمأوى، والدواء، والدعم المالي. كما أن هناك برنامجاً مدرسياً للأطفال اللاجئين.
وتحدث عن رعية اللاتين في الحصن التي تعتبر من أقدم الكنائس في المملكة، في العصر الحديث، وعن الجهد التي تبذله الكنائس والمدارس في الأردن، لتثقيف الأجيال المتعاقبة على الحس الوطني، والتمسك بالقيم الإنسانية والدينية النبيلة ، ضمن التدرب على احترام الآخر ومحبته ، بروح المواطنة والمسؤولية.
وختمت العائلة الأردنية كلمتها بالقول شكراً لك، أيها الأب الأقدس، لمحبتك الرائعة للذين يصارعون الحياة. أرجو أن تصلي من أجل الذين يعانون بسبب العنف، والحرب، والهجرة، ونقص الموارد، والتمييز الديني. كما أرجو أن تصلي للذين يضمدون الجراح. أدعو أن نتشارك جميعاً في حمل أعباء بعضنا البعض، فبذلك يصير العبء أكثر خفة كما يسود السلام والمحبة.
وصافح البابا أفراد العائلة الأردنية وتمنى من خلالهم الخير للأردن، وقال عيشوا دائما بالحقيقة والجمال والمحبة .
وقدم لكلمة سويدان الممثل الأمريكي الشهير مارك والبيرغ قائلا : نقدم لكم العائلة القادمة من الأردن، والتي ستتحدث إليكم عن خبرتهم كعائلة أردنية مسيحية، تعيش وسط منطقة فيها حروب وفقر وهجرة واضطهاد ديني.
كلمة العائلة المسيحية من الأردن
أيها الأب الأقدس
اخوتنا العائلات المشاركة
لقد جئنا إلى هنا اليوم لنمثل قارة آسيا. الأردن هو جزء من الشرق الأوسط في المنطقة الغربية من القارة. أنا نضال موسى سويدان ومعي زوجتي نداء يوسف. لدينا ابنتان هما فاتن وديما، وهما أيضاً معنا. ونود أن نطلعكم على تجربتنا كأسرة مسيحية أردنية.
إن العائلات المسيحية التي تعيش حالياً في وطننا هي مثل الشموع التي تسطع في مواجهة الظلام، والدمار، والحروب، والقتل، والاضطهاد. تحاول عائلتنا دوماً العيش كشعب التطويبات، مقدمه للآخرين الحل الحقيقي الوحيد لمشاكل هذا العالم: إنه الرب يسوع المسيح. إن جذور مجتمعنا المسيحي تعود إلى ما قبل ألفي سنة، وخلال هذه الفترة كانت هناك فترات عديدة جرى فيها تحمل الاضطهاد فيما حاول البعض الآخر إسكات كلمة الرب يسوع. لكننا ننهض معاً دعماً ومحبة، في أسرنا، في الكنائس، وفي المجتمع بصورة عامة. نحن أقلية عددية، ولكن نحن مثل الملح، الذي يحتاج الغذاء كميات صغيرة منه.
إن الصعاب التي تحملها اللاجئون المسيحيون في الفترة الأخيرة ودفعتهم للجوء إلى الأردن، جعلتنا كمجتمع مسيحي أردني نضاعف جهودنا للمساعدة على توفير أفضل خدمة ممكنة لإخواننا وأخواتنا. لقد ضحى هؤلاء اللاجئون العراقيون والسوريون بكل شيء عدا إيمانهم، ونحن ندرك أن علينا مسؤولية ودعوة خاصة من الرب لنكون شهوداً له. كما أن كل عضو من أعضاء عائلتنا يشارك في ذلك.
إن رعية عائلتي هي الحبل بلا دنس حيث تقع على بعد حوالي خمس وعشرين ميلاً من الحدود السورية، وهناك الآلاف من اللاجئين في منطقتنا. فمن خلال رعيتنا، وبدعم من كل من الكنيسة الكاثوليكية ومؤسسة كاريتاس الدولية، وعائلتنا، تقدم الكنيسة خدمات مثل الغذاء، والعمل، والملبس، والمأوى، والدواء، والدعم المالي. كما أن هناك بعد المدرسة برنامجاً مدرسياً للأطفال اللاجئين.
إن عائلتي الصغيرة هي عائلة واحدة فقط تتألف من العديد من المشاركين في هذا الجهد. فزوجتي تعمل كمتطوعة مع مجموعة محلية تنشر رسالة الكنيسة الكاثوليكية في خدمة الفقراء وتعزيز الأعمال الخيرية والعدالة في جميع أنحاء العالم. إنها تساهم في تقديم الدعم المالي المباشر للمحتاجين، وتساعد في إقامة مشاريع صغيرة لدعم الفقراء، كما تعتبر ابنتاي الرعية المسيحية بيتهما الثاني. فهما تشاركان بنشاط بمجموعات شبيبة الحبل بلا دنس التي تقدم خدماتها إلى الشبيبة في مختلف الأعمار من المرحلة الإبتدائية حتى المرحلة العليا والجامعية. وتشمل أنشطتهما عقد اجتماعات أسبوعية لدراسة الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة في إطار لقاء اجتماعي. ابنتي الصغرى، ديما، هي رئيسة مجموعة من الشبيبة في المرحلة الإبتدائية، في حين ابنتي الأكبر، فاتن، هي رئيسة مجموعة من الطلاب الجامعيين. وتعكس مجموعة الشبيبة التي تخصنا مظهراً هاماً عن حياتنا المسيحية التي يشترك بها ما يقرب من أربعمئة شخص. كما تقدم المجموعة لأطفالنا ملاذاً آمناً في هذا المجتمع الذي يعيش فيه المسيحيون جنبا الى جنب مع أخوتهم المسلمين. وبذلك يستطيع شبابنا قضاء وقت فراغهم في هذه البيئة المسيحية، وينمون في إيمانهم، ويشعرون بأن هناك من يدعمهم ويهتم بهم.
إن عائلتنا متحدة بحق في محبة المسيح، ونحن نعرف أن قوة جسد الرب هي التي تمنحنا الحركة وتعطينا الطاقة للإستمرار بالحياة لتحمل الصعاب ومواجهة التحديات واستمرار البقاء في هذه المنطقة. كما نشاطر هذا الحب مع الآخرين بقدر ما نستطيع ونشاركه ضمن عائلتنا، بقضاء الوقت معا بالصلاة وأيضا باللهو.
شكراً لك، أيها الأب الأقدس، لمحبتك الرائعة لأولئك الذين يصارعون الحياة. وأرجو أن تصلي من أجل الذين يعانون بسبب العنف، والحرب، والهجرة، ونقص الموارد، والتمييز الديني. كما أرجو أن تصلي للذين يضمدون الجراح. أدعو أن نتشارك جميعا في حمل أعباء بعضنا البعض، فبذلك يصير العبء أكثر خفة كما يسود السلام والمحبة.