قصة جورج وسوف
هناك مواضيع عديده في خاطري سابدأ بقصة الفنان جورج وسوف واعقب ان الفنان والحضور والمعلقون مخطئون. اولا : كل الحفلة والحضور في وادٍ والامة في واد آخر وهذا شيء يبعث على الاسف وان حاسة الشم عند بعض الناس معطلة بكل تأكيد.
الاردن على تماس مع قضايا الجوار وكلها اخبار حزينة وهؤلا في عالم آخر لا يمت للامة بصلة ولفت انتباهي ان التعليقات كثيرة ولم اقرأها كلها ولكن ماقرأته اعطاني فكرة ان مستوى الردود لايعكس ثقافة قوية ولا بياناً ولا عبارة وهل يعطينا هذا فكرة ان الذي يتعامل مع (الوبسايت) ويدافع هم هذه الفئات غير المسلحة بقوة الفكر وتلجأ للتعابير العاطفية؟؟
وعودة للموضوع فان سبب المشكله تافه جدا وحرام ان تضيع ثانية من حياتنا على هذه الامور وللعاطفة دور في هذا استغرب من الشباب الذي لا يتعامل الا مع آلة مثل (خلوي وكومبيوتر وتلفزيون وسيارة) يصبح عاطفيا في ثوانٍ.. انا اتمنى ان اشاهد عاطفته لما يتحدث مع امه او ابيه والعاطفة نفسها مطلوبة في موضعها وهذا له علاقة بالقصة الثانية ادناه
الشعوب المتعلمة والشعوب الجاهلة:
كان الحبيب بورقيبه الرئيس التونسي يطلب من الرئيس الليبي معمر القذافي ان يعلم شعبه وكان القذافي يقول مامعناه : سيثورون علي . ويرد بورقيبه : يثور عليك شعب متعلم احسن مايثور عليك شعب جاهل . لاحظت ان الليبيين انتشروا في العالم طلبا للعالم وكان القذافي سخيا في الانفاق على الشباب الذي يريد ان يتعلم وظهرت في ليبيا حركة ترجمه وتأليف قوية اطلعت عليها والاهم دخول ليبيا على خط السينما اذ قدمت احسن فيلم عن الاسلام يخرجه العالم باسره وهو الرسالة وهو من اخراج مصطفى العقاد الذي بدأ يزعج كل من لا يريد الخير للعروبة والاسلام وبدأوا في الكراهية واستمر هو واخرج رائعته الثانية عمر المختار وفي هذه الروائع كلها كان الممثل من نجوم هوليوود المعروفين (انطوني كوين ) وهكذا بدأ العرب يقدمون قضاياهم للعالم بطريقه يفهمها الغرب وبعيدا عن العاطفه وكان مصطفى يريد اخراج فيلما عن صلاح الدين الايوبي ولكن.......
وعي العرب والعاطفة:
بكل تأكيد مازال الوعي العربي ليس على مستوى الاحداث واستيعاب التخطيط من اعداء العرب .لاحظت ان الذكراه الجماعية عند الشيعة أقوى من عند اهل السنة مثلا ظلت ذكرى التحكيم وضياع الخلافة من يد الامام علي رضي الله عنه حية في ذهن الشيعة وظلوا يخافون من الوسطاء ولذلك عندما نشبت الحرب العراقية الايرانية لم يكن من السهل ايجاد وسيط تقبله ايران وهكذا عاث اعداء العروبة والاسلام فسادا وباعوا السلاح للدولتين ولما جاء الوسيط الفذ محمد الصديق بن يحي (الجزائر) ونجحت الوساطة وقبلتها ايران والعراق غير ان الكائدين اسقطوا طائراته بين اربع دول ايران والعراق وسوريا وتركيا .كان ومازال وعي العرب ليس قويا مثلا في ازمة الخليج 1990-1991 خرجت عشرات القصص الخرافية وكلها لها جذور تاريخيه ومنها ان صورة صدام على سطح القمر والقصة ذاتها قالها العراقيون عن الملك غازي بن فيصل ملك العراق 1939 وفي الاردن سمعنا الاف القصص ومنها من شاهد الامام علي يشطر طائرة غربية الى نصفين.. وللعلم هذه القصة رددها دكتور ودكتور آخر قال انه شاهد الرسول عليه السلام في المنام يبشره بالنصر وظهر في الصحف طفلة من نابلس تتبرع بعشرة دنانير للعراق وفي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 نشرت نفس القصة فتاة من نابلس تتبرع لمصر بعشرة دنانير..
وعلى ذكر العدوان الثلاثي قال لي الاقتصادي الكبير الراحل جميل بركات انه كان في عدن اثناء العدوان الثلاثي وان الدعاية البريطانية اخرجت العدنيين (عدن : اليمن الجنوبي) في مظاهره شجبا للعدوان السوفياتي على المجر مما اضطره للقول لهم الاولى ان تكون المظاهره ضد العدوان على مصر وكلها امور ترتبط بالوعي.
العواطف التي في موضعها :
شاهدت في العيد بعض كبار السن ولاحظت ان اولادهم مسافرون ليس للعمل ولكن للنزهة وكنت الاحظ اذا تلقى الاب او الام اتصالا ان الاب عاتب او الام عاتبة والاتصال يذهب في العتاب وكنت اردد في نفسي (مين والدته موجودة او والده موجود ولايقضي العيد معه) كم انا معجب بوزير التعليم العالي الاماراتي الذي كنت عندما اسافر الى الامارات ازور ديوانيته التي يجلس فيها يوميا وبجانبه والده وتبهرك القصص التي يحدثك فيها محبوه وعارفوه عن بره بوالديه ولما كنت في السفارة في مصر لاحظت تردد شاب ثلاثيني طبيب على السفارة (باسم عبد اللطيف) كان خجولا مؤدبا ولما عرفته اكثر تبين لي ان والده مقعد يعيش معه في الدور الرابع (دون مصعد) وانه يحمل والده اذا اضطر للمغادرة على كتفيه ويصعد به ولاحظت ان زوجته المصريه تعتني بالرجل قلت له من كان فيه خير للوالدين فيه خير لوطنه .واخيرا بالنسبة لي خططت في وقت متأخر ان اقضي الوقت مع الاسرة بقدر الامكان قال لي اميركي وانا في اليابان انه سيعود لبلده لان اطفاله لن يظلوا اطفالا حتى يعود ولذلك عدت للاردن بعد انتهاء المده المحددة ومن يومها لم اخرج الا لفترات قصيرة وفي مرة دونت على شريط عشرات القصص لابنتي رزان حتى تسمعها وانا غائب.
واخير اذكر هذه المعلومة وهي انني منذ عام 2004 لم اقض العيد خارج عمان اذ اشاهد في العيد احبائي ولا ارسل رسائل على الخلوي ولا احب ان يرسلها اقاربي لي ولا ارد عليها فالعيد يستحق ان نسمع فيه صوت من نحب اذا لم نشاهده وللقراء والاردن العزيز احترامي ومحبتي