الجميع مسؤول عن سلامة الحجاج
نضال شديفات
26-09-2015 04:05 AM
بعيدا عن ما يسمى تحميل الضحية المسؤولية في حادثة تدافع الحجاج وهي ليست المرة الاولى ونتمنى ان تكون الاخيرة حيث يعتبر اليوم الاخير من مناسك الحج هو الاخطر.
ونظرا لأن مواعيد الحج تحدث في ذات الزمان والمكان اذ تجتمع الملايين من البشر في بقعة صغيرة يصعب التحكم فيها مهما بلغت الاستعدادات بدون تعاون الجميع مع السلطات المسؤولة.
ومن خلال مشاهدتي للحادثة التي اودت بحياة نحو 244 حاجا عام 2004 وقد كنت على الجسر ذاته وواجهت الموت مع اثنين من الاقارب على مدى ساعتين ونصف في الزحام المميت وشاهدت بعيني التعب والارهاق ومخاطرة الجيش السعودي بارواحهم لتخليص عشرات الالاف من الناس في يوم التدافع الرهيب والذي لم تفارقني صورته على مدى سنوات.
وفي ذات الوقت وانا عائد الى منى في اليوم الاول اشاهد الالاف من الحجاج الذين يفترشون الارض والارصفة والميادين ولم يبق ممرا للمشاة الا مساحات ضيقة وهو المشهد ذاته الذي لم يتغير كثيرا في سلوك الحجاج شاهدته في موسمي حج 2009 و 2012 وبالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات السعودية والتوسعة الضخمة التي بذلتها في منطقة رمي الجمرات وتجهيزها باحدث التقنية لمنع التدافع ومنع العودة ومعاكسة الحجاج بجميع لغات حجاج الدنيا الا ان سلوك الحجاج ورمي انفسهم في التهلكة شاهدته في اكثر من موقف حتى مع الزملاء الصحفيين الذين اصرو على عدم سلوك المسرب الصحيح بالرغم من معرفتهم به بهدف اختصار المسافة.
اما وان الحادثة هذا العام تعتبر الأسوأ في مواسم الحج فهي دعوة للجميع للمشاركة وتحمل المسؤولية في توعية كل دولة لحجاجها بمناسك الحج كافة والالتزام بالتعليمات وسبل الوقاية والسلامة العامة.