أبتداء نترحم على أرو اح من قضوا في حادث التدافع بمنى
ونفر إلى قوله تعالى عز من قائل , الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون , أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون , صدق الله العظيم , وبعد .
من المعروف ان شعيرة رمي الجمرات هي الشعيرة التي تشهد إزدحاما كبيرا نظرا لتوجه مواكب الحجيج جميعها يوم العيد وفي وقت واحد إلى الجمرات , الامر الذي يؤدي إلى تدافع مؤكد بين ملايين الحجاج بصورة يصعب التحكم بها في كثير من الاحيان , وهو تدافع ينتج عنه في الغالب وفيات وإصابات بين الحجاج على غرار ما حدث صبيحة العيد , برغم الجهود الفريدة التي تبذلها السلطات السعودية على نحو تعجز عن الوفاء به سائر دول العالم قاطبة ولا يملك التنكر لها إلا جاحد وصياد فرص .
ألإقتراح : بما أن نحر الاضاحي مثلا قد تمت بشأنه الفتوى بجواز التوكيل بالذبح لقاء دفع المال للغير الذي ينوب عن الحاج في أداء هذه المهمه , فإن الامر يتطلب فتوى أو مبادرة رسمية جديدة تيسر على الحجيج وتكفل سلامتهم , وذلك
بأن تتولى شركة موثوقة او جهة رسمية سعودية ومن ذلك مثلا فرق الكشافة الشباب , القيام برمي الجمرات نيابة عن كل حاج يتجاوز سنه خمسين سنة مقابل ان يدفع الحاج مبلغا بسيطا يضاف إلى كلفة او رسوم التأشيرة التي يحصل عليها لدخول الاراضي السعوديه .
إن الدين يسر , وما يكفل سلامة الحجيج دون ألإخلال بأداء المشاعر أمر لا شك جائز شرعا , خاصة وان الكثيرين من الحجاج كبار السن يوكلون حاليا من يرمي نيابة عنهم , ولا يحتاج الامر إلا إلى مأسسة خطوة كهذه ,
بحسب السن , وبذلك تختصر اعداد الحجيج المتوجهين إلى الجمرات إلى أعداد يمكن التحكم بتوجيهها , وبصورة يسهل معها على السلطات المعنية ضمان سلامتها , عندما يمكن لشخص واحد أن يتولى رمي الجمرات نيابة عن عشرة حجاج أو أكثر ربما , وفي أوقات مناسبة تحددها السلطات السعودية المختصة بما يكفل تجنب الإزدحام والتدافع وما يمكن ان ينجم عن ذلك من حوادث مؤسفه , فلو طبق ذلك لأستعضنا عن توجه مليوني حاج معا في وقت واحد إلى الجمرات يوم العيدعلى وجه الخصوص , بمئاتي الف فقط وحتى اقل من ذلك عندما يدرس تنظيم هذا الإقتراح بعناية .
ختاما لا يمكن لمنصف إنكار حسن التنظيم الذي تقوم به الدولة السعودية وسلطاتها المعنية بشؤؤن الحج , وجزاهم الله كل الخير على ما يبذلون من جهود جبارة وما يتحملون من عناء ومشقة في سبيل توفير الراحة والاجواء الروحانية الصادقة للحجيج كافة , واجرهم على الله , أما المشككون الذين يتصيدون الفرص للتقليل من دقة وإنضباطية وحجم هذه الجهود الكبيرة والمقدرة من جانب كل مسلم على هذا الكوكب , فالله بهم أولى , وهو سبحانه ولي التوفيق .