الى سيدة عاشت وقضت في الظل
عمر كلاب
24-09-2015 05:39 PM
الى التي كانت في الظل ظله
الى يسرى عوض مع الاعتذار
الى سيدة عاشت وقضت في الظل ، ظلّل مشهور حديثة حياتها ، لكن احداً لم يذكر انها كانت في الظل ، ظلّه ، يسرى عوض هكذا هي من دون القاب ، امرأة حاولت السير على الماء دون ان تبتل قدماها ، مثل لمعة بسيسو التي كانت ظل وفيّ منيف الرزاز ، ومثل سعدية التي كانت زيتونة يستظل بها وصفي ، رحلوا كراما ورحلن دون لحظة بٓوْح ، يقلن فيها أنهن تعبن من الغربة في الوطن والاغتراب في الديار والارهاق من حمل تركة ثقيلة من الابناء والسيرة العطرة ، تعبن من مداواة جروح العمر بالرحيل المرّ لشركاء العمر ، ومن تعب تربية ابناء يليقون بسيرة الراحلين وذكراهم فيما بقبت سعدية تنتظر الرحيل الى وصفي على بساط من تعب .
الاحباب ابراهيم وعمر والاعزاء ابناء مشهور الذين لم نتشرف بمعرفتهم ، اليوم لسيدة رحلت راضية بعد وفاء وتربية ، واليوم سيكون ذكراها وذكرى من حملن بصمت الاولياء وصبرهم تركة ثقيلة ، دون ان نسمح لهن بالبوح عن معاناة والم وامل ، مارسن فضيلة الصمت وفضل التربية .
الحبيب عمر كانت دمعتك حارقة وأنين روحك فاضت دون التماس عذر مهابة الموت وانا معك ، فاليُتم له طعم ماسخ بعد المٓشيب ، لكنها لعبة الحياة وسطوتها ومع ذلك لن انحاز اليوم الى انين روحك بقدر انحيازي لفضيلة رحيل آخر الصامتات .
يسرى ابنة صفافا القدس والبدوية دون لثام الصحراء فاضت روحها في وقفة عرفة وعينها ترنو الى الاقصى على امل ان تحمل بُشرى لمشهور لكن ، قاتل الله لكن التي حاصرتنا بين لام الالتواء وكاف الخديعة ونون الانحناء .
يسرى ترحل الى مشهور بخبر ذاتي سعيد، ان الابناء على وعدهم مع وطنهم وفلسطينهم وامتهم ولا اخبار عن فلسطين .
يسرى الى رحمة الله وفضله في المغفرة ودخول الجنة التي تستحقين .