تشتد الاقتحامات الاسرائيلية، باتجاه الاقصى، تركيع واذلال، لنا واحدا تلو الاخر، لكنها تشتد اكثر والمسلمون في مكة وجبل عرفات.
لايهم اسرائيل اي ميقات مقدس، فسياستها تجاه الاقصى متواصلة طوال العام، وهي ترى ايضا ان المسلمين ذاتهم لايحترمون اي ميقات مقدس، فنقتتل في رمضان وفي الاشهر الحرم، وتسيل دماء الابرياء منا، فلماذا يكون مطلوبا من الاحتلال التوقف عن سياساته، من اجل ميقات مقدس؟!.
على العكس ربما، تمعن اسرائيل في اهانة المواقيت المقدسة، واهانة اكثر من مليار مسلم، فأبشع نوبات قصفها كانت تاريخيا في رمضان، وهي هذه الايام تشتد نوبات جنونها واقتحاماتها للاقصى، في عز تجمهر المسلمين في مؤتمرهم الديني السنوي، بما يعنيه الحج، من دلالات عميقة، فهي لاتخشى عددا، ولافعلا.
لكنك من ناحية دينية وفي صميم مغزى الحج، وتجمع المسلمين من كل الدنيا، تقرأ اقتحامات الاقصى بطريقة مختلفة، فاسرائيل ايضا، لاتبالي بهذه الامة، وهي ايضا تريد من ناحية سياسية تهويد المدينة التي تقول عنها انها عاصمتها، فيما مسجد قبة الصخرة مثلا بقبته اللامعة، وجمالية مشهده، وطغيان صورته على كل المدينة، يؤكد ان المدينة اسلامية، ولاظهور لكل الرمزيات اليهودية التي تصنعها اسرائيل من حول الحرم القدسي، وهكذا يتطابق المتدينون اليهود في حاجتهم لهيكل سليمان، مع العلمانيين الاسرائيليين الذين لايريدون علوا لموقع يعاكس كل دلالات السياسة والسياحة والثقافة التي تريدها اسرائيل للمدينة المحتلة.
بين القدس ومكة رابط عميق، فمن مكة اسرى الرسول الى القدس، ومن القدس عرج الى السماء، وفي عز نبض مكة بالحجاج في توقيت مقدس، تريد اسرائيل قطع الرابط بين الموقعين، فتقول لكل المسلمين ان لكم موقعكم ولنا موقعنا، فلا تأبه لكل هذه الحشود، ليس لافتراض الخشية من توجهها برا لتحرير فلسطين، ولكن للمغزى من مشهد المسلمين في موقع واحد، ووحدة تكوينهم.
الدستور