في مثل هذه الأيام من عام 1970، اتخذت القيادة القطرية للحزب، والحكومة السورية قراراً بمهاجمة الأردن، واوكلت الى ثلاثة ألوية من الدبابات تنفيذ هذه العملية. عضو واحد كان عارض القرار هو: وزير الدفاع وقائد سلاح الجو الفريق حافظ الأسد. لا لأن العقيدة القومية ترفض التعامل بالقوة العسكرية بين أقطار الوطن الواحد، ولا لأن الجيش الأردني الذي كان قبلها سجل اول انتصار بعد حزيران في الكرامة، لا يستحق ضربه بمثل هذه القوة على الحد الأردني الشمالي، فيما كان مرابطاً على النهر. وإنما لأن حافظ الأسد يعرف أن مثل هذه المغامرة ستؤدي الى كارثة، فللأردن أصدقاء في أميركا وأوروبا، وإسرائيل تبحث عن مبررات لتوسيع اعتدائها.
دخلت 300 دبابة سورية.. حتى مثلث اربد الرمثا، وبدأت فرقة عراقية قوامها 20 ألف جندي بالضغط شرقاً باتجاه المفرق.
وفي صباح 21 تشرين، طلب الملك المساعدة فاستدعي السفير السوفياتي في واشنطن، ونبهته الخارجية أن هناك خبراء سوفيات مع القوات السورية، وأن على موسكو أن تطلب من دمشق التوقف. وفي الوقت ذاته تم وضع خمس فرق أميركية في ألمانيا في حالة التأهب المكشوف.
كان مجلس الأمن القومي الأميركي منقسماً، فالخارجية والدفاع كانا ضد أي تدخل عسكري أميركي، فيما كان هنري كيسنجر له موقف مختلف لأن أي تغيير في واقع المنطقة الجيوسياسي سيؤدي الى اضطراب لا يمكن السيطرة عليه.
وفجأة في 22 تشرين شنت القوات الأردنية هجوماً عنيفاً، وأخذت أسراب طائراته من طراز هوكرهنتر تلاحق الدبابات السورية المنسحبة. وتنفس الجميع الصعداء وقد طلب الأردن من العراقيين الانسحاب.. فانسحبوا.
ويقول أمين هويدي الذي تابع من خلال عمله الى جانب عبدالناصر، أن الملك حسين بعد أن سيطر على مسرح العمليات قبل في 27 تشرين الدعوة لحضور القمة العربية في القاهرة. وفي اليوم الذي وصل فيه عقد اتفاقاً مع ياسر عرفات يقضي بانسحاب الفدائيين من المدن الأردنية.. وعاد الملك إلى عاصمته، وعرفات إلى منظماته لكن هذه المرّة في لبنان.
.. وتركوا عبدالناصر.. جثة هامدة.
الرأي