أكثر اليمنيين إدراكا لنوايا المتمردين الحوثيين هو الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح , فقد سبق وان حارب مخططهم الرامي للإستيلاء على اليمن والإلقاء به في حضن إيران , في مشهد خياني ضد عروبة اليمن ومستقبل شعبه , وخدمة للمخطط المعادي الساعي إلى الهيمنة على الشرق العربي كله , والذي تتوالى فصوله في كل من العراق وسورية ولبنان وبقاع عربية غيرها .
أخطأ صالح واعوانه عندما توهم إمكانية نجاح المؤامرة الحوثية التي قد تفضي لعودته إلى حكم اليمن من جديد بحسب رؤيته السياسية القاصره , ولهذا تحالف معهم عسكريا مغررا بالجيش اليمني الذي رسخ في نفوس قياداته , عقيدة الولاء له شخصيا وليس لوطنها اليمن , وهي عقيدة بدأت بالتفسخ المتدرج إذ بدات تلك القيادات تستبين حجم المؤامرة المحيقة باليمن وشعبها على يد الحوثي المنخرط بالكلية في المخطط المعادي لليمن وللعرب والعروبة بأسرها .
يملك صالح ان يعود إلى رشده ويعلن التوبة عما هو فيه من ضلالة ترقى إلى حد خيانة اليمن التي نصبته زعيما لأكثر من ثلاثين عاما , ودول التحالف العربي المشرف بقيادة السعودية التي آوته واحتضنته وسهرت على علاجه وسعت حثيثا لإحتواء ألازمة في بلاده حقنا لدماء الشعب العربي اليمني , ومنعا للإنزلاق نحو هاوية المخطط المعادي الذي يدرك صالح قبل غيره ابعاده وشروره ونواياه الظالمة لإنتزاع اليمن من عروبته .
كل عربي صادق حر ينصح صالح بأن يتوقف تماما عن الدفع بالجيش العربي اليمني في حرب ضد اليمن والعرب جميعا , وان يبدأ إستدارة كاملة نحو دعم المقاومة اليمنية الحرة التي تواجه الحوثي واعوانه بشرف في سائر انحاء اليمن , لتفويت الفرصة الرخيصة على على أعداء اليمن والعروبة معا , إن لم يستطع فليغادر اليمن وليترك الحوثي إلى مصيره المحتوم بإذن الله , كي يكون عبرة لسواه من المتآمرين على العرب وبلادهم ووجودهم , وكي لا يستمر في إعتباره سببا في تأليب يمنيين بسطاء طيبين ضد وطنهم الأم رغما عن مشاعرهم وإرادتهم .
نعم , يملك صالح ان يعود عن غيه , والله جلت قدرته يقبل توبة التائيبين , ليثبت من جديد عروبته ويمنيته , خاصة وهو يرى كيف بدأ الحوثي وتحت وطأة ضربات التحالف الشريف , التعبير عن إحتقاره لقوات صالح المحاربة إلى جانبه , والزج بها في معارك خاسرة حتما رغما عن أنوف قادتها وجنودها كما لو كانت قوات مرتزقه يسخرها الحوثي حيث وكيفما شاء .
هو تساؤل عروبي مشروع , نعم هل يمكن لصالح أن يعود لعروبته وينتصر لشعبه , إن أستطاع فقد إهتدى ولو متأخرا , وإن إستمر في ضلاله , فإن من المناسب ربما تذكيره بحادثة نابليون وجاسوس النمسا , فبعد أن إجتاح نابليون جنوبها بمساعدة جاسوس منها في اعقاب هزيمته فيها إبتداء , جاءه ذلك الجاسوس مهنئا بالنصر , وما أن إقترب منه حتى بادره ذلك القائد الكبير بإلقاء صرة مال أجرا له على جاسوسيته , وعندما حاول السلام عليه قائلا إنه لشرف عظيم ان أحظى بالسلام عليك سيدي , رفض نابليون بحدة وقال قولته المشهوره , هذا المال لأمثالك , أما انا فيدي لا تصافح من خانوا أوطانهم , وانصرف الجاسوس خائبا وسط دهشة الحضور من هول الموقف . اليمن وشعبها لم يقصرور ولم يخذلوا صالح لعقود ثلاثة ظل فيها القائد المبجل , وكذلك فعل كل اهله العرب , ألا يكفي هذا ليعود إلى صوابه وهو يعلم علم اليقين انه ماض في دعم مخطط شرير على حساب اليمن وسائر اقطار العرب وكرامتهم وشرف وجودهم ومستقبل اجيالهم فيما لو نجح لا قدر الله . صالح بين خيارين , فإما ان يعود عربيا يمنيا كما كان , او ان يمضي إلى حتفه محملا بالخيبة والذل والعار ألى يوم الدين , ولا حول ولا قوة إلا بالله , وهو سبحانه من وراء القصد .