تشلسي- يونايتد .. تناقض اليهودي والمسلم
22-05-2008 03:00 AM
تواعدت مع مجموعة من الأصدقاء على سهرة كروية من طراز أوروبي خالص، في المشهد الختامي لبطولة دوري الأبطال ليلة الأربعاء الماضي، المقدمات كانت هادئة على غير العادة، فالفريقان ينتميان لبريطانيا التي أشرقت شمسها من جديد على البطولة، على الرغم من غيابها عن الاستحقاق الأكبر المتمثل ببطولة الأمم الأوروبية التي ستنطلق في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، وهو ما أخفت حدة الحماسة، ليبدأ التركيز على العرض الجمالي في الكرنفال الختامي لبطولة طويلة المدة وصعبة الدروب.
بدأت المباراة بين مانشستر يوناتد القادم بإرث تاريخي محترم وبلقبين حققهما سابقا من عمر البطولة، وأمامه كان تشيلسي حاضرا يمني النفس بأول ألقابه الأوروبية، فالأمور ما زالت هادئة والإطراء على الجوهرة البرتغالية كرستيانو رونالدو هو الغالب على الأجواء.
مع أول ظهور للمدرب الإسرائيلي أفرام جرانت القائد الفني لتشيلسي على الشاشة، بدأت حالة من النقاش حول هذا المدرب والطريقة الغريبة التي تسلم فيها قيادة فريق كبير، وخلافة مدرب عظيم مثل البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أطاح به الملياردير اليهودي الروسي ومالك النادي ابراموفيتش، حيث انتقل جرانت بين ليلة وضحاها من مدرب مغمور لا يملك في سجله سوى قيادة المنتخب الاسرائيلي في تصفيات كأس العالم عام 2006 وفريقي مكابي تل ابيب ومكابي حييفا، إلى مدرب يشار اليه بالبنان لحامل اللقب الانجليزي لموسمين وحامل لقب كأس رابطة المحترفين والفريق المحترم على الصعيد الأوروبي.
تحرك الشعور العربي، وتداخلت السياسة في الرياضة بشكل غريب، حتى بات كل من يتابع المباراة يهتف باسم مانشستر ويتمنى فوزه على غريمه اليهودي الرئاسة والتدريب، لتصل المباراة إلى نقطة حساسة بعد تعادل الفريقين ولجوئهما إلى الركلات الترجيحية.
في الوقت الإضافي، كان النجم الفرنسي نيكولاس أنيلكا يأخذ مكانه في الملعب لتعزيز القدرات الهجومية لتشيلسي، وبدأت حالة من التناقض الغريب تدب في نفوس المتابعين، فاللاعب أشيع أنه اعتنق الإسلام منذ فترة ليست بالقصيرة، وبالتالي بات يحمل مسؤولية كبيرة تجاه فريقه وأنصاره، واحتار الحضور بين تشجيع اللاعب المسلم وتمني خسارة فريقه يهودي القيادة، و تصل المباراة إلى ما توقعه الجميع بالحسم بالركلات الترجيحية.
بعد التعادل 4-4 يأتي دور الركلة الحاسمة، يسجل أندرسون ركلة مانشستر يونايتد، ويأتي الدور على أنيلكا لإعادة تشيلسي للمربع الأول بتحقيق التعادل، وعندها بدأت تتناقش مشاعر الحاضرين الذين تمنوا أن ينجح أنيلكا في التسجيل حتى لا يحمل (هذا الشاب المسلم) مسؤولية خسارة الفريق، ويحمل بالتالي الإسلام مسؤولية خسارة النادي الذي يملكه ويدربه يهوديان، ويحدث ما خشيت عقباه، فيخفق أنيلكا ويفوز مانشستر وتضيع الفرصة على تشيلسي، ليفرح الجميع للأول، ويحزنون على أنيلكا.
أدرك شخصيا أن الرياضة لا بد أن تبقى معزولة عن الواقع السياسي الذي بات يجردها من براءتها وقدرتها على إحداث التغيير في النفوس، لكن في ذات الوقت، وجدت أنه كان صعبا على الحضور استخدام ولو (شعرة معاوية) في تقييم الموقف على الأرض، مع تطور الأحداث السياسية المتسارعة في المنطقة العربية التي باتت لا تحتمل سوى حلا سياسيا بعيدا عن كافة التداخلات ومن ضمنها الرياضة.