كم غمرتني السعادة إبان رعاية حفل تكريم أوائل المملكة في منطقة البقعة وعين الباشا مؤخرا، وكان التكريم من قبل جمعية الآفاق الخيرية للتعليم، حيث تقوم هذه الجمعية التي يرأسها الأخ رسمي الملاح (نائب سابق)، بدعم طلبة الجامعة المتفوقين في التوجيهي وحسب شروط معينة، وهي منح جزء منها غير مسترد، أما الجزء الآخر فهو مسترد بطبيعة الحال ولكن بدون فوائد، وهذه المبالغ المستردة بعد التخرج والعمل تعطى لطلبة آخرين، وكانت بداية عمل هذه الجمعية برأسمال قدره مليون دينار، وستصل ميزانيتها لثلاثة ملايين دينار قريبا إن شاء الله بحسب القائمين عليها.

كنت سعيدا بتكريم 40 متفوق من تلك المنطقة، وبمعدلات عالية من 90 الى 98 بالمائة، وكانت المفاجأة أن الحصيلة كانت 34 طالبة متفوقة، و 6 طلاب فقط متفوقين، وكنت سعيدا بذلك لأن هذه الطالبة حاليا هي أم لأسرة في المستقبل، وكم نحن بحاجة إلى هذه المرأه لتكوين أسرة قائمة على العلم والأخلاق والدين، حيث أن النظرة العالمية هي تفكيك الأسرة ولم يبق لدينا الا الحفاظ عليها لتعود الينا حضارتنا وثقافتنا التي نعتز ونفتخر بها. إنني فخور بهذا الوطن الكبير الذي يمثل بالنسبة لي الأم التي ربتني ،حيث أن الأم التي ولدتني وهي فلسطين لم تستطع ولم تكن قادرة أن تحضننا وترضعنا وتعطينا الأمن والحب والحنان والعطف، ولكن حلت محلها الأم التي ربتنا وهي الأردن. كان هذا الجمع للمتفوقين من الأمهات الإثنتين، فكان جمعا رائعا يمثل هذا الوطن الجميل، والذي نريده دائما أجمل وهذا الوطن الكبير الذي نريده دائما أكبر، ولن يتم ذلك إلا بالتربية والتعليم والوفاء والإخلاص الدائم للأم التي ولدت وللأم التي ربت وبدون تفريق.