تلك الصفة التي يتصف بها الأردنيون الذين يعيشون في بلد يفتدى بالمهج والأرواح لتبقى الراية عالية خفاقة في ظل القيادة الهاشمية الظافرة ، فالأردنة رسالة وطنية يجب أن تحظى بجل الاهتمام والتقدير كما أراد لها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لإعداد جيل من الشباب يكون مؤمنا بالله ومعتزا بوطنه ومقدما الشان الأردني على أي شان آخر ، وتشكل هذه الرسالة نهج حياتنا وعنوان ازدهار مسيرتنا في استئناف مراجعة الذات لتأخذ مكانها في جملة التحديات التي يتعرض إليها العالم العربي والإسلامي في واقعنا الراهن.
فإذا أردنا أن نتحدث في صفة الأردنة في المجتمع الأردني سنجدها صفة تنقلنا نقلة نوعية لوطن النجوم الذي استقبل أحرار العرب وأشرافهم من رجال الثورة العربية الكبرى ، وإننا إذ نحتفل في كل عام بذكرى الاستقلال وبمناسبته العزيزة على قلوب الأردنيين جميعا وتأكيد صفة الأردنة الخالدة ؛ لتجسد تلك الكمات معنى الحرية والحياة الكريمة لاحتوائها على أرصدة حضارية كبيرة ترقى بصروح الأردن الحديث وفق المثل العليا التي أرسى دعائمها المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه ؛ وسار على نهجها الملك عبد الله الثاني والتي سجلت كلماته حروفا خالدة عندما تحدث عن الاستقلال انه استمرار في الإنجاز حتى التقدم ؛ فلا بد أن نمضي في بناء الدولة الأردنية الحديثة في مناخ آمن وحياة كريمة.
ولو أردنا أن نستحضر الذاكرة الأردنية ودفاع الهاشميين عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقضية العراقية ومناصرة حقوق الإنسان لوجدنا أن قيادتنا الهاشمية هي التي خاضت معارك الأمة بكل معاني الشرف والكبرياء وفق إرادة مؤمنة بالله يجمعها الإسلام وحب القومية ، ويدفعها واجب مقدس لا يتقدم عليه أي ولاء. فهو يحاول أن يظهر للعالم بمساعيه أجمل صور الإسلام ورسالته العالمية التي بنيت على التسامح والعدل والمساواة إضافة إلى تجسيد معنى العروبة الأصيلة التي تربينا عليها نحن الأردنيين ، فقد حرص جلالته على بيان الاعتزاز بالأردن ديناً ودنيا وحاول أن يتصدى لتلك المحاولات التي جاء البعض ليشوه صورتها الوسطية المشرقة.
وخلاصة القول أن تماسك الأسرة الأردنية والإيمان باستقلاله دائماً يترتب عليه استقرار الوطن في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية ، فتماسك تلك الأسرة هو جزء من صدق الولاء والانتماء لهذا البلد العامر بأهله الطيبين. لذا فإني أدعوكم ونفسي للانتماء لتلك الفئة انتماءا مطلقاً لتشعروا معي بالأنسة التي لا يشعر بلذتها إلا من عانقها وعاش في ظلها وتحت سماها.
وأخيرا إنني من أسرة أردنية تشرفت باستقبال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم في منزلها لأكثر من مرة ورأت ما فيه من إنسانية دافئة وانتماء حقيقي وولاء خالص لتلك العروبة ؛ ففجرت ذكريات اللقاء في نفسي أحاسيساً أخطها في قصيدة تنوه عن أردنتي واعتزازي بتلك القيادة الفذة.
أردني جداً ..
ذَرَّاتٌ مِنْ ثَرَاكِ أُقَدِّسُهَا وَلا أَعْتَزُّ بِغَيْرِكِ فَاشْهَدِيْ
أُردني جِداً مُذْ أَحْبَبْتُكِ يَا مَنَارَاً لِطَرِيْقِيْ وَبِهِ أَهْتَدِيْ
هَاشِمِيَّةٌ وَخَيْرَ الْبُلْدَانِ كَافَّةً وَثَوْبُ الْعِزِّ وَالْفَخْرَ تَرْتَدِيْ
يا أَصْفَىَ سَمَاءٍ وَأَطْيَبَ تُرْبٍ بِرُوْحِيْ أَنْتِ وَدَمِيْ تُفْتَدِيْ
لِحَاَءُ الأَرْضِ كَبِسَاطٍ أَخْضَرَ مُزَرْكَشٌ بِأًلْوَانِ سِحْرِ عَلَيْهِ تُحْسَدِيْ
أَعْطَاكِ اللهُ جَمَالاً فَاتِنَاً وَاخْتَلَطَتْ تُرْبِكِ بِبَرَكَاتِ الْمُحَمَّدِ
غَنَّتْ لَكِ الْبَلابِلَ مُنْشِدَةً أُنْشُوْدَةٌ تَشْهَدُ بِجَمَالِكِ الْمُخَلَّدِ
تَسْتَعِيْرُ الْبُلْدَانُ مِنْكِ الْجَمَالَ كَظَلامٍ يَسْعَى فِيْ نُوْرٍ لِيَهْتَدِيْ
يَا أَرْضَ الْكَرَامَةِ مَا أَحْلَى جِنَانُكِ فَعُزُّكِ أَكْرَمَنِيْ وَزَادَ مِنْ هِمَمَيْ
رُدَّ عَنْكِ الْقُبْحَ مُحَرَّمَاً كَمَا رُدَّ عَنِ الْكَعْبَةِ ابنُ الأشْرَمِ
جَمَالٌ وُضِعَ فِيْكِ تَفَنُنَاً وَازْدَانَتْ أَصَالَتُكِ مِنَ الْقِدَمِ
كَيْفَ لاَ وَلَوْنُكِ هَاشِمِيٌ فَهُمْ جَمَالُ أَصَلٍ وَأَعَزُّ دَمِ
كُلُ أَبْنَائِكِ نَضَجُوْا عَلَى عِزٍّ وَعَبْدُ اللهِ لِتَاَجِ الْعِزِّ يَرْتَدِيْ
تَاقَتْ نَفْسِيْ لِلْحَدِيِثِ عَنْهُ فَيَا قَصَائِدَ الْحُبِّ بِهِ تَرَدَّدِيْ
بَدَأْتُ شِعْرَاً وَاْنْتَهَيْتُ حُبَّاً فِيْ ضِرْغَامٍ مِنْ ذَاكَ الأسَد
بِالْحُبِ كَسَا قُلُوْبَنَاَ وَرَقَىَ قِمَّةً تَعْلُوْ كُلَّ يَوْمٍ لِلأَبَدِ
تَنْسَابُ مَكَارِمَهُ كَسَلْسَبِيِلٍ سَائِلٍ رَوَتْ أَعْمَاقَ جُذُوْرِيْ وَأَغْصَانِيْ
أَصْبَحَ شِبْلاً وَأَمْسَى لَيْثَاً وَبَاتَ ضِرْغَاماَ بطُوْلِ الْزَّمَانِ
جَلالَةٌ لا يَسْتَحِقُهَا غَيْرَهُ وَأَطْفَالُ الْمَهْدِ بِرُجُوْلَتِهِ تَقْتَدِيْ
رَقَتْ أُرْدُنُّنَا بِأَبْنَاءِ فِهْرٍ فَحَفِيْدُهُمْ جِلْدَاً لِلْسَّبْعِ يَرْتَدِيْ
وَلَوْ خَتَمْتُ مَدِيْحِيْ بِأَلْفِ مُجَلَّد سَيُوْلَدُ الْمَدِيْحُ بِجَدِيْدِ مُجَلَّدِيْ ٍ
وَلَنْ يُوْفِيِهِ لِسَانِيْ فَضْلاً فَجُلُ تَارِيْخِهِ يَزْخَرُ بِالْمْجَدِ
يَهْنَأ بِجِوَارِهِ مَنْ يَعِيْشُ وَالْشَّارِبُ مِنْ مَائِهِ يَرْتَوِيْ
فَهْوَ وَجْهٌ تَعَدَّدَتْ مَحَاسِنُهُ وَحَاكَتْ أَفْعَالَهُ ثَوْبَاً بِهِ أَحْتَمِيْ
كَانَ لَنَا أَغْلَى وَطَنٌ وَسَيَبْقَىَ رَمْزَاً عَرَبِيَّاً بِهِ نَحْتَذِيْ