في قانون المطبوعات والنشر الجديد الذي يبدو انه مرر وفشل الصحافيون في إيجاد حلول أخرى غير ما جاء فيه.. هناك فقرة تجيز حبس الصحافيين وكل أصحاب الرأي ضمن بعض المحظورات التي تتعلق بكل ما يشتمل على (تحقير أو قدح أو ذم إحدى الديانات المكفولة حريتها بالدستور، أو الإساءة إليها)، وسأكتفي بهذه الفقرة-محور حديثي- وأتساءل بماذا سيفسر المشايخ ورجال الدين الآية القرآنية الكريمة(اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).. أليس المقصود هنا (حسب كل التفاسير) أنهم المسيحيون واليهود؟ والآية الأخرى(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) والآية الثالثة (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم).. هنا أنا انقل آية قرآنية بالنص وهو من كلام الله سبحانه وتعالى، فبماذا يفسر العلماء ورجال الذين وأهل التفسير هذه الآيات؟ أليس إلصاق الكفر(وفق القانون الجديد) يعتبر إساءة من وجهة نظرهم إلى دينهم ويوجب العقوبة والتي تصل إلى الحبس؟ وهذه الآيات (نص) لا يمكن التأويل فيه، فهل يلغي من قائمة المفسرين؟ وماذا لو التزم فيه رجال الذين في الأردن ولم يقرؤوا الآية (لا سمح الله) لا في صلواتهم ولا في دروسهم الدينية.. ولكن جاء رجل دين ضيف من السعودية أو مصر أو أي دولة أخرى وقدم درسا دينيا في هذا الصدد واعتبرته الكنيسة اهانة أو إساءة للشعور الديني المسيحي، هل سيطبق عليه القانون؟
نحن كمسلمين نؤمن بالدين المسيحي والدين اليهودي ونؤمن بالأنبياء جميعا وهذا ما جاء به الإسلام رغم تلك الآيات التي حددت صلة العبد بربه لكنها لم تمنع من الإيمان بالله وكتبه ورسله وبالأديان جميعا، لكن الإسلام أيضا حدد لنا من هو المسلم في (الإسلام) ومن هو الكافر فيه، هذه إشكالية خطيرة تحتاج إلى توضيح، عجز قانون المطبوعات والنشر الجديد عن قراءتها أو تفسيرها بوضوح حتى لا تكون هذه الإشكالية قائمة فيقع الخلاف بين الأديان في الوقت الذي ندعو فيه جميعا إلى حوار الأديان وحوار الحضارات لأننا نؤمن تماما أن من حق أي شخص أن يدين بما يقتنع به، والله يقول في كتابه العزيز (لكم دينكم ولي دين).. وبالتالي فان الحديث ضمن التفسير القرآني للآية قد يوقعنا في ما عجز القانون عن توضيحه.. اعتقد أن السادة النواب والأعيان تعجلوا في إقرار القانون لان نصوصه فيها الكثير من العبارات المطاطة غير الواضحة التي قد توقعنا في محظورات عديدة، ستحتاج وقتها إلى قانون مطبوعات جديد أو إدخال تعديلات عليه!! أرجو عدم اعتبار هذا المقال إساءة لأي دين لكنه استفسار أضعه أمام المعنيين وأمام القانون.