طاحونة تركية لتفريخ لاجئين سوريين
د. فهد الفانك
18-09-2015 04:30 AM
لم يحدث في سوريا جديد ولم نسمع عن تصعيد في العمليات الحربية يبرر لجوء مئات الآلاف خلال أيام معدودة ، فلا بد أن هناك سراً كامناً وراء تدفق اللاجئين السوريين بالجملة إلى أوروبا ، هذا السر هو قرار تركي بترحيل اللاجئين السوريين على حدودها عبر تركيا إلى الشواطئ الغربية المطلة على الجزر اليونانية ، حيث يتلقفهم المهربون الأتراك الذين يتولون مهمة ايصالهم إلى اليونان بحراً مقابل 1200 دولار للفرد. ومن هناك إلى بلد الوصول المفضل وهو ألمانيا.
عملية انطلاق اللاجئين السوريين بالجملة إلى أوروبا انتقلت من ليبيا وقوارب الموت إلى تركيا حيث تتم العملية برعاية الحكومة التركية ودعمها المالي واللوجستي وهي التي تتحمل مسؤولية العشرات الذين يغرقون في البحر.
تركيا لم تكتفِ بشحن لاجئيها السوريين إلى أوروبا بل فتحت الباب وقدمت إغراءات مالية للمزيد من اللاجئين السوريين كي يأتوا إلى تركيا ويمروا منها ترانزيت إلى أوروبا ، وبهذه الطريقة تحقق أكثر من هدف سياسي في عدائها السافر للنظام السوري.
لم يقف الأمر عند هذا الحد ، فقد بدأت الطائرات التركية رحلات إضافية من عمان وبيروت بطائرات أكبر لنقل الراغبين من اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان إلى تركيا في طريقهم إلى أوروبا.
السوريون الذين لجأوا إلى أوروبا لم يأتِ معظمهم من سوريا نفسها بل من تركيا أولاً ثم لبنان والأردن ثانياً. وبالتالي ليسوا باحثين عن الأمن فحوافزهم اقتصادية بالمقام الأول.
ألمانيا فتحت الباب على مصراعيه لقبول اللاجئين السوريين ، ليس لدوافع إنسانية بحتة ، بل لأنها بحاجة لعمال نظافة وعمالة رخيصة ، فكان من الطبيعي أن يتزاحم السوريون على الهجرة إلى البلد الغني حيث لا يقل راتب الزبال الألماني عن راتب الوزير السوري!.
تصوروا لو أن أميركا مثلاً أعلنت أنها تفتح الباب للراغبين في اللجوء إليها من جميع البلدان العربية. كم يبقى على الأرض العربية من المواطنين بعد أن يشاهدوا الجنود الأميركان وهم يستقبلونهم ويحملون أطفالهم لأغراض التصوير التلفزيوني واجتذاب المزيد من اللاجئين.
الرأي