اثنان وستون سجدة .. كل يوم على ترابك
22-05-2008 03:00 AM
خمس صلوات طاعة لله كل يوم على أرضك .. اثنان وستون سجدة كل يوم تلامس فيها جباهنا ترابك الطهور .. اثنان وستون سجدة بعدد سنوات مجدك ..فهل نستميحك ونقبل مواطئ الأقدام من ذراك ..يا عشقا سكن فينا منذ الأزل.
صباحك لم يزل فينا وساما في نواصينا، صباحك لم يزل فينا حنينَ الطيرِ للفَنَنِ، ، صباح الحرية والأمل. فها أنت تستقبل اليوم نسائم الذكرى... تستعيد من وميضها طعم الفرح الذي تفتحت أزاهيره منذ أثني وستين سنة؛ في الخامس والعشرين من أيار لعام 1946.
صباح الخير يا كل الاردن من الجنوب حتى الشمال.. ومن القلب الى القلب.. فهل تسمح لنا ان نفتح دفاتر الايام الجميلة ..لنبادلك الحب بالحب ..صباح الخير يا نهر الأردن القدس ..و المدن الغافية على مد السفوح، .. صباح المآذن والقباب .. للجوامع والكنائس.. صباح الحرية الممتد.من ام قيس الى جبل ام الدامي .... صباح الخير لهامات السرو واللزاب .. لكروم الزيتون ، صباح الخير للسفن الراسية في خليج العقبة .. والنوارس التي تحلق فوق الصواري. صباح الخير يا وطني وانت تقرأ سورة ياسين على ابنائك قبل ان يناموا..
صباح الخير يا الف ليلة من أغاني الريف والبادية .. والشروقي والهجيني والحدا..والسامر.
، صباحٌ عطره يندح رغم تعب السنين ، يذكرنا بمن حلموا بمجدٍ زاخر وضاء...، بمن علموا حقيقة جوهر الزمن، فأومض نبضهم يختال بين النصر والكفنِ...؛ لكي نحيا ونرفل في عروبتنا بلا قيدٍ ولا وثن.
صباح الخير ..للقائد والعسكر.., من حملوا لواء العزّ فانطلقوا بعزمٍ الصابرين إلى دروب المجد. .. لم تُلهِهِم تجارة؛ ولم يَحُل بينهم وبين الذود عن ترابك سلطانٌ ولا نزوة ولا تطلُّع إلى مجد شخصي، فالمجد هو مجدك أنت؛ والحياة لايكون طعمُها مُستَساغاً إلا فيك حراً ناصع القسمات... تحية الورد الذي يفترش دروبهم، و أكاليل الغار مرفوعة على جباههم، وقبضة من رز منثورة عليهم كعادة استقبال الجنود المظفرين، تحية من نسيم الوطن لهم، يا من حملوه دوماً بين جنبات الضلوع، وأحاطوه بهدب العين .. حراس الوطن .. يزهون به ويزهو بهم..يحملونه تاجا من ظفر على رؤوسهم , غايتهم كلمة الرضا .. وان يبقى بيرقه عاليا . سماؤه تظلل الناس .. وأرضه تقلهم .. وحدو مواويلهم وآمالهم ونشيدهم .
في يومك يا وطني ليس مهما أن نعبر عن الفرح والحب بشعار نردّده أو شعر نتغنى بأبياته أو علم نلّوح به، بل المهم أن نعبّر عن الولاء الحقيقي الذي تقترن أقواله بأفعاله!!
حب الوطن الحقيقي هو الذي ينبض به قلب المواطن في كل لحظة يعيشها طوال العمر، فليس للوطن يوم واحد نحتفل به.. بل أيامنا كلها هي للوطن!!
الاحتفال بالوطن هو احتفال برفعته وتقدمه ومثاليته، ولكن الرفعة والتقدم والمثالية لا تولد من العدم وإنما هي نتاج المواطنة المثالية، إذ الوطن هو نتاج ما نحن عليه كمواطنين، نحن الذين نكوّن خلاصة ايجابياته ونصنع كذلك سلبياته، الوطن نحن بما نكونه ونحن الوطن بما نكون عليه!!
إن المواطنة الحقيقية لا تكتمل دون استشعار المسؤولية تجاه حقوق الوطن والوفاء بالتزاماته، وهي ليست مسؤولية ثقيلة ولا التزامات مرهقة إذا ما اندمجت روح المواطنة عند الإنسان بالوطن الذي يمشي على ترابه ويستنشق هواءه ويلتحف سماءه!!
ما يريده الوطن منا هو عقل يطل على الحاضر من نافذة الوطن وروح وثابة تتطلع نحو المستقبل لأجل الوطن وشعلة لا تنطفئ لتنير طريقه في مسيرته الحضارية بين الأمم، وهي شعلة وقودها العلم والعمل والعطاء!!
و عندما تُدرك فئة تتعايش بأنانية وتطغى عليها روح الاستغلال والأخذ دون العطاء مع أوطانهم وكأنهم غرباء عنه، أن الوطن هو المواطن .. والمواطن هو الوطن .. فإن كل السلبيات والأخطاء التي تمارسها تلك الفئة بحق الوطن تصبح سلبيات وأخطاء ترتكبها بحق نفسها أولا !!