هل هدوء العاصفة الرملية سيتبعها عاصفة سياسية ؟, وهل المخاض الذي يتفاعل في اروقة الاعلام والصالونات السياسية ومجلس النواب ومداولات وفعاليات الشعب باسره يؤكد ان الوضع سيؤول الى عاصفة سياسية تتناسب وشغف المواطن بالتغيير . ؟!
العبادي بالعراق قلب راس المجن في دوائر الدولة باحداث تغيير على ما يزيد عن 153 مسؤول كبير جاء استجابة لما طالب به الشعب , وما يجري الان من مشاورات داخل الحكومة اللبنانية لوضع حلول ترضي ابناء الشعب اللبناني الثائر انما هي استجابة حقيقية لارادت الشعب الذي اثبتت الايام ان صبره لا يمكن ان يطول وان الصمت لا يعني الخنوع ولا الهوان , ومن ضن ان الشعب اضعف من ان يدافع عن حاضره ومستقبله فقد كبى لانه اعمى ومن اعتقد ان الشعب يمكن ان يكون لقمة سهلة فقد خدع نفسه وتجبر على عقله وظلم من حوله .
جلالة الملك ربط بقاء النواب برضاء الشعب وربط بقاء الحكومة برضاء النواب وجعل من هم المواطن وطموحه غاية الحكومات وهدف السلطات ووجه التفاعل الحر العادل والمنفتح والاخلاقي وسيلة لبلوغ الهدف ومنح السلطات وعدل القواعد الدستورية ؟؟ وطالب بالاستجابة الواعية وبالجهد الخالص وبالعمل الحكيم .
فهل تحقق ما طلبه الملك وما تأمله الشعب ؟؟؟!
الواقع لم يتغير كثيرا لكنني لا ابالغ اذ قلت ان احدا غير راض عن احد وان المواطن قد ضاق ذرعا وشعر بالغبن وان الاحتقان الذي بدأ يظهر بالتعليق وبالراي وبالنصيحة انما هو بداية منطقية ورسائل لمن يهمه الامر باعتبار ذلك مواطنة صالحة وحقيقية في التعبير عن الواقع وبما يحسه المواطن وهو بمثابة قول الحق وحماية للوطن حيث التنفيس بالتصريح والنقد والمطالبه التي تاتي بعد برهة طويلة من الصبر والتحمل والمعاناة حرص فيها المواطن على الوطن بامنه واستقراره و ساهم مشاركا كل جندي وشرطي, كل دركي ورجل امن في الاحاطة بالوطن وحمايته بالصدور المفتوحة .
مواطننا ذكي وواع ويدرك ان من استخدم شماعة الامن غطاءا لا يمكن ان يستمر للابد فالمواطن الذي انصهر مع قيادته هو الذي اطبق بروحه وجسده على وطنه خوفا على وحدتها وضمانا لسلامتها ومنعا لاي خدش يصيب خدرها ووقف مع جيشه واجهزته الامنية سدا منيعا ودرعا واقيا من اي خطر او تحدي , وهذه الشواهد جلية وبصيره . السنا من اطعم الجائع وروينا الضاميء وآوينا الضال , السنا من ناصر المظلوم ودافع عن الحق وانتصرنا لامتنا وقلوبنا مرتاحة الضمير قانعة بالمصير ؟؟؟!! . اليس المواطن من كان سند قائده وعضده وسلاحه الذي يواجه به كل المحن ؟ فاين حق هذا الشعب الذي اوكله الدستور لنوابه ولحكومته , اين كرامة هذا الشعب في قوانينهم و تفكيرهم ؟! اين مستقبل الشعب بتخطيطهم واستراتيجيتهم .؟!
ياتي النواب ويذهبون , وتاتي حكومات وتذهب ويبقى الوطن هو الادوم والثابت فماذا صنعنا له ولمستقبل شعبه كما هي حال الامم ؟؟
.
فهل في صراع الحكومة مع النواب مصلحة وطن , وهل محاولات كسر العظم المكشوفه بين قادة السلطات مصلحة وطن وهل واقع الثقة بين الشعب وبعض سلطاته قادر على ان يواجه تحديات هذا الوطن ومسيرة الملك الاصلاحية ,
وهنا فان النتيجة لا بد وان تكون حاسمة خاصة وان قضية الترميم قد ذهبت دون رجعه واصبحت عملية التغيير مطلبا شعبيا لا يختلف عليه اثنين , خاصة وان المواطن على يقين ان الملك هو الصانع الحققي لامن واستقرار الوطن بعمق الثقة المتبادلة مع الشعب وثقة الشعب المطلقة فيه رغم كل محاولات تيار الشد العكسي القوي الساعي للمحافظة على مصالحه ومكتسباته .
نعم آن الاون لعاصفة سياسية تعيد الهدوء لنفس المواطن وتعيد ايضا الثقة لصدره بمستقبل الوطن , لاننا (زهقنا ) الشعارات الفارغة والتضليل الذي لا يجر علينا الا الويبال .