حكومة بالألواند. ماجد الخواجا
21-03-2007 02:00 AM
ربما كانت الحكومة الفلسطينية الحالية من أطرف الحكومات التي تم تشكيلها في العالم.. فنحن نفهم كيف يمكن مقاطعة حكومة ما أو نظام معين.. لكن أن يتم مقاطعة وزير الصحة مثلاً ومحاورة وزير الأشغال والتواصل مع وزير التربية.. فهذا سبق حكومي عربي بامتياز.. تخيّلوا كيف تكون الحالة عندما يقوم الأب بالتعامل مع أحد أبنائه وبعدم التعامل مع ابنه الآخر.. أو عندما يقوم الزوج بمعاشرة إحدى زوجاته وهجر الأخرى.. لكن حتى في هذه الحالات فإن الوضع مختلف عن حالة الحكومة الفلسطينية..فالحكومة كما هو متعارف عليه في القانون الدولي وفي العرف السياسي بأنها جسم واحد وكيان موحّد له رئيس واحد.. بمعنى أن الوزراء جميعهم يمثلّون جسماً واحداً.. وهنا قد ينطبق المثال الذي يجعل الطبيب يقوم بفحص الرئة أو الدماغ، لكنه لا يقبل أن يقوم بفحص المعدة أو العيون وهكذا.. والأنكى أن يقوم الطبيب بفحص أحد أجزاء الجسم لكنه لا يقبل أن يسأل المريض أو أن يتحدث إليه.. تماماً كما هو حال الحكومة الفلسطينية التي علينا أن نعيد قراءة توجهات كل وزير فيها وأن نعيد برمجة أذهاننا من خلال درجة الاعتراف بكلّ وزيرٍ منهم.. ربما سنكتشف أشياءً طريفة مثل أن هذا الوزير مقبول لدى الإدارة الأمريكية.. وذاك مقبول للإدارة الصهيونية، وآخر مقبول للاتحاد الأوروبي وغيره مقبول لدول عدم الانحياز- إن بقيت- ووزير مقبول للاتحاد الإفريقي، ووزير مقبول لدول الكومنولث، ووزير لدول شرق آسيا، ووزير لمصر، للسعودية، لإيران، لسوريا، لقبرص، لتورابورا، والأنكى- حلوة الأنكى- أن يكون الوزير مقبولاً لمحمد دحلان، للطيراوي، أبوعلي شاهين، للرجوب، أبو خوصة، للبلعاوي، أبو اللطف، لياسر عبد ربّه، لأحمد قريع، نبيل أبو ردينة، صائب عريقات، للطيّب عبد الرحيم، للحبايب والأصحاب، لأحمدي نجاد، لمشعل وأبو مرزوق، للسنيورة والحريري، بل الأنكى أن يكون هذا الوزير محسوباً على بن أليعازر، أو شمعون بيريز، أو إيهود أولمرت، أو لوزيرة الخارجية ليفني، أو باراك، أو..... لكن هل يمكن أن نجد وزيراً محسوباً على الشعب الفلسطيني كلّه؟
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة