مجموعة الأكاذيب لا تصنع الحقيقة
طارق مصاروة
17-09-2015 03:45 AM
اختلقت الصهيونية أسماء ومواقع في فلسطين وفي القدس بشكل خاص، لتحاول خلق «واقع» يترافق مع مزاعم «أرض إسرائيل»، وشعب بلا أرض لأرض بلا شعب.
«جبل الهيكل» واحدة من الاختلاقات، فلا شيء على هذا الجبل يشير إلى هيكل. وقد نقّب علماء الآثار الإسرائيليون، مذ عام 1967، وقلّبوا الأرض تحت المسجد الأقصى فلم يجدوا حجراً واحداً لمثل هكذا هيكل. ومع ذلك فهناك إصرار على «جبل الهيكل»، وحق زيارته في مناسبات كعيد رأس السنة العبرية. ولعل من أبشع أنواع هذا الاغتصاب للحقيقة البسيطة لمسجد المسلمين، هو محاولة ربط رأس السنة العبرية بزيارة «جبل الهيكل».
وقد ابتدع الجشع الصهيوني قصة «حائط المبكى»، مع أن الانتداب البريطاني شكل لجنة علمية - تاريخية للتحقق من هذه القصة. فجاء التقرير واضحاً: نتيجة التعامل بالكربون ثبت أن حجارة هذا الحائط هي على الأقدم تعود إلى العصور المملوكية، والأموية. وأنه هو الحائط الغربي للمسجد الأقصى.
لقد بقي اليهود ممنوعين من دخول القدس حتى سمح إبراهيم باشا لهم بالوقوف على جبل الزيتون ورؤية المدينة.. من بعيد، وذلك أثناء غزوته لسوريا.
ولعل التسمية لأحد أبراج سور القدس، «ببرج داود»، كذبة أخرى، فزمن داود الملك لم تكن القدس عاصمته. ولم يبنِ برجاً على أسوارها. والتوراة تتحدث عن عاصمة سليمان، وهيكل سليمان لكنها لم تأت على ذكر داود الذي ثبت انه من قادة المماليك.. وان البرج سُمي باسمه, كقبر سيدنا يوسف إلى جانب نابلس. فيوسف هذا كان رجلاً تقيّاً عاش قبل مئتي عام في المنطقة ودفن هناك. وقد اصطنع جنون الاستيطان قبر يوسف الذي دفن في مصر قبل ألفي عام.. أليس قبر يوسف يمكن أن يكون قبر يوسف.
مجموعة الأكاذيب لا يمكن ان تشكل تاريخاً حقيقياً لشعب حقيقي. وما محاولة اغتصاب جزء من المسجد الاقصى، وتقسيمه مكانياً وزمانياً إلا كمحاولة اغتصاب الحرم الإبراهيمي في الخليل. فالصهيونية تأخذ قداسة المكان من المكان المقدس الفلسطيني.
الراي