الأردن لمح ولافروف صرح ..
د.عبد الناصر الخصاونة
17-09-2015 02:09 AM
تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي كشف فيها عن قيام الولايات المتحدة الامريكية بمنع الدول المشاركة في التحالف الدولي من استهداف مواقع لتنظيم داعش الارهابي لا يمكن وضعها في سياق المناكفة بين قطبي العالم فجميع المعطيات تدعم تصريحات لافروف.
فمنذ الاعلان عن التحالف الدولي ضد "داعش" سارع الاردن للانضمام للتحالف لادراك القيادة حجم الخطر الذي يشكله التنظيم الارهابي على المنطقة العربية برمتها رغم تشكيك بعض القوى السياسية والشعبية بنوايا التحالف ومعارضة قطاع واسع من الاردنيين للمشاركة الاردنية.
وما ان انطلقت العمليات العسكرية ضد التنظيم وفشل التحالف في الحد من تمدد عصابة داعش حتى ثار التساؤل الكبير: لماذا فشلت قوات التحالف التي تضم اقوى جيوش العالم في القضاء على عصابة مسلحة ؟؟؟
كانت الاجابة واضحة وامام أعيننا ، فما الذي يدعو الاردن لدعوة الدول العربية لتشكيل تحالف عربي لمحاربة داعش بعد اسابيع على تشكيل التحالف الدولي الذي يضم الاردن؟؟ وان كانت القوات المسلحة الاردنية تمكنت في غضون ثلاثة ايام في سياق الرد الاردني على جريمة اغتيال الطيار البطل معاذ الكساسبة من توجيه ضربات قاصمة لداعش كبدتها خسائر تفوق تلك التي تكبدتها خلال اشهر جراء ضربات التحالف، اذن لماذا اخفقت قوات التحالف في القضاء على التنظيم ؟؟
يبدو جليا ان الاردن أدرك الحقيقة التي كشفها لافروف قبل ايام بأن الولايات المتحدة ليست جادة بالقضاء على داعش ، وما يتم الهمس به من ان امريكا منعت الطيران الاردني وقوات في التحالف من توجيه ضربات عسكرية لاهداف محققة للتنظيم في سوريا اكثر من مرة ، وما يتردد عن معارضة امريكية للرد الاردني على اغتيال الكساسبة لولا اصرار الملك على توجيه الجيش الاردني ضربة موجعة للتنظيم دون انتظار الضوء الاخضر من امريكا . ناهيك عن فضيحة التقارير الامريكية الكاذبة والمزيفة حول نتائج العمليات العسكرية ضد التنظيم .
الاردن ربما لم يعد يثق بالولايات المتحدة سيما في ملف الحرب على الارهاب، وما يعزز هذا الانطباع التصريحات الاردنية الصادرة في اكثر من مناسبة حول اهمية الدور الروسي في حل الصراع في سوريا من جهة وفي الحرب على داعش من جهة اخرى.
فموسكو لم تصعد الشجرة التي صعدتها واشنطن وبعض العواصم الاوروبية حين أعلنت رفضها التعاون مع النظام السوري في مواجهة داعش. السياسية الاردنية كانت اكثر واقعية وحافظت على قدر من المرونة في التعاطي مع الازمة السورية، من اجل ذلك ينظر اللاعب الروسي للمملكة كشريك جدير بالثقة