بلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد سواهم جملة نسمعها منذ القدم للرائع العبقري ابن سينا عاشت وتعيش بفكرتها التي تعبر غالبا عن المتشددين والمتطرفين في فكرهم وأسلوبهم ونظرتهم للحياة وللآخرين, واليوم بلينا أيضا بأشخاص يظنون أن الثقافة محصوره بفكرهم تراهم ينظّرون بأفكارهم التي غالبا ما تكون منقولة اعتادوا على ترديدها وسماعها ممن هم أكثر وعيا وثقافة كمن يلبس ثوبا غير ثوبه وسأسميهم (مدعي الثقافة).

الفرق بين المثقف ومدّعي الثقافة أن الأول مثقف بأسلوبه راقٍ بحواره يدرك تماما أن ليس له الحق في قمع رأي الطرف الآخر بل تراه يستمع باحترام ووعي لكل الأطراف وذلك من ايمانه بحرية التعبير وحرية كل شخص بتبني الافكار التي يراها مناسبة له ويتقبل الاختلاف ولا يحوله ابداً الى خلاف...

أما مدعي الثقافة أولئك الذين يستعيرون من هنا وهناك بعض الجمل التي يجملون بها صورتهم ولكن لو حاورتهم بالمنطق تراهم مجرد جرار فارغة وغالبا ما تنفجر بأول انتقاد يوجه لهم ويحولون أي اختلاف في الرأي الى معركة وخلاف وتراهم يتهمون الطرف الآخر بالجهل لمجرد أنه لم يوافق على طريقتهم وأسلوبهم.

من له الحق في فرض فكره على الآخر ومن الذي يعطيه هذا الحق؟ من أنت لتفرض على أي انسان ما يلبس أو ما يتبى من أفكار أو ما يتخذ من موقف اتجاه اي حدث كان؟

تحارب المتشددين والمتطرفين لمجرد أنهم يتحدثون بالدين وأنت تمارس تطرف وتشدد اعمق وأكثر خطوره حين تقمع حرية انسان آخر في التعبير عن رأيه وتوجه تفكيره ومواقفه لتنحصر بفكرك انت ولا تكتفي بهذا بل تتهمه بالسطحية والجهل لمجرد أنه اتخذ مسارا اخر لا يشبه مسارك.

للأسف كثرت هذه الشخصيات في الآونة الاخيرة وخصوصا مع انتشار صفحات الفيس بوك وسهولة وصول المنشورات الى عدد أكبر من الناس فترى الكل يصرح وينتقد ويبدي رأيه بكل صغيرة وكبيرة والخطير أن البعض يتأثر بهذه التصريحات ويتبنوها على أساس انها الاتجاه الصحيح ولا يدركون أنها احيانا قد توجه الشخص للمسار الخاطئ وتكون نتيجتها سلبية على الوطن والمواطن لذلك يجب أن ننتقي ما نقرأ بكل وعي فليس كل ما يكتب وينشر في مصلحتنا ومصلحة وطننا خصوصا ونحن الآن نواجه الكثير من التحديات الصعبة بسبب الظروف المحيطة بنا لذلك المطلوب الاعتدال... الاعتدال ... الاعتدال ... في التلقي وفي النشر فلا تكونوا مسيرين تتلاعب بعواطفكم الكلمات التي تنتشر هنا وهناك في المواقع المختلفة فليس كل من يكتب حرفا حريصاً عليك وعلى بلدك.