جمو يروي لـ عمون قصة الأسلحة التي هربها بسيارته "النيابية"
16-09-2015 12:26 PM
* أبنائي توفوا جميعاً
* تنظيم داعش يهودي.. واليهود كـ الحرباء
* لا تأتي حكومة إلا ويأتي بعدها حكومة اشر منها
* النواب في ايام البرلمانات السابقة لم يحجبوا الثقة عن الحكومات لمصلحة تتعلق بهم
* استغرب من العرب الشيعة
عمون - محمد الصالح - "لا يسأل من يأتي إلى بيتيه طالبا مساعدته لا عن اصله ولا اهله ولا من اين أتى" وهو امر اتبعه منذ أكثر من 45 عاما وشهر ويومين وهي مدة خدمته في الدولة"، هكذا يساعد اكبر الأعيان الحاليين والسابقين سنا الوزير السابق الشيخ عبد الباقي جمو "ابو هارون".
الشيخ جمو التسعيني عرف عنه صدقه واحترامه للآخر فهو لا يسيء لمن اختلف معهم لا شخصيا ولا سياسيا مهما بلغت درجة الاختلاف، لأنه معلم ومربٍ وخطيب منبر ولد في مدينة العسكر الزرقاء 1924 وحمل شهادة التخصص في العلوم الشرعية من جامعة الازهر الشريف بالقاهرة فكان معلما فاضلا.
ويعتبر الشيخ جمو ايضا اكبر النواب سنا منذ تأسيس الدولة، حيث دخل مجلس النواب في عام 1956، وترأس اللجنة القانونية 16 عاما، حتى أنه يتذكر اليوم الذي دخل فيه البرلمان وهو في 21/1/1956.
في حواره مع "عمون" عند زيارة بيته في محافظة الزرقاء جلسنا في ذات المكان الذي يستقبل به ضيوفه ومراجعيه من كل انحاء المملكة ومن محافظة الزرقاء تحديدا ليستمع لشكواهم ويساعدهم قدر استطاعته ويتوسط لمن يحتاج اما احقاقا لحق أو وقفا لباطل، ويقول الشيخ :"لا ارد احداً قدر استطاعتي".
الشيخ "ابو هارون" شغل مناصب عديدة في الدولة، وقد عمل اماما ومدرسا وخطيبا في مسجد الزرقاء الكبير، مامور اوقاف مدينة الزرقاء وفي 1956 عضو مجلس النواب الاردني، 1961-1963 عضو مجلس النواب الاردني، 1989-1991 وزير دولة للشؤون البرلمانية في حكومة رئيس الوزراء حينها مضر بدران، وفي 1994-1995 وزير دولة للشؤون القانونية والبرلمانية في عهد حكومة الدكتور عبد السلام المجالي ليعمل على سن التشريعات
التي ترسل إلى مجلس الأمة، ثم عضو مجلس الأعيان.
والشيخ دخل المدرسة وهو في سن 5 سنوات وفي شبابه المبكر كان لاعبا رياضياً، حيث احترف اللعب في النادي القوقازي، وفي منتخب النادي الاهلي.
وبالعودة للحوار مع الشيخ "ابو هارون" الذي جدد رفضه الحديث عن اسباب تركه لحركة الاخوان المسلمين قبل 56 عاما، مبررا ذلك بأنه يحفظ سر من وثقوا به.
وعن ترشحه للمجلس النيابي يقول:"ترشحي جاء صدفة علما بأن ابناءنا جاءوا إلى هذه البلاد للحفاظ على الدين ولم يأتوا طلبا للمناصب والعمل في السياسة، وترشحي جاء بناء عل طلب حركة الإخوان وقتها عن الشيشان والشركس".
•حكاية الشيشان
ويروي الشيخ "ابو هارون" جزءاً من تاريخ الشيشان ويقول :"اطلق الروس اسم الشيشان علينا نسبة للمنطقة والأرض التي سكنها الاجداد في الاتحاد السوفييتي وكان اسمها تشتشن بعد ان هاجروا من سبأ".
ويشير إلى أن العرب الذي اعتنقوا الاسلام وسكنوا تلك المنطقة اسمهم "المزارعون"، ويؤكد ان اللغة الشيشانية من اقدم اللغات في العالم حتى أن بعض الانبياء استخدموها وكذلك العرب الانباط.
ويضيف أن اجداده مروا بدمشق وكان اسمها "دمشون" ومعنى اسمها "مائدة الطحين" لأن كل غلة الشام تصب فيها، ثم توجهوا إلى جورجيا ومن هناك نزلوا إلى ارض "القوقاز/ نوغي".
ويؤكد الشيخ أن الشيشانيين اسلموا عندما وصلت الجيوش الاسلامية إلى اقرب الانهر لمنطقة الشيشان بعد أن اعلن وفد من الشيشان اسلامه دون حرب وارسلوا ابناءهم إلى بغداد لتعلم الدين.
ويستذكر تعرض الحكم الشيوعي بعئذ لكل مسلم منهم فمن علم أنه يصلي حتى ولو عن طريق ابنائه في المدرسة يتم قتل العائلة كاملة، ما دفع بالشيوعيين نفي شيشانيين إلى سيبيريا حتى توفي منهم نصف مليون شخص.
ويتابع قائلا :"في خرشوف حضرت مؤتمرا في سوريا حول الشعوب الاسلامية والموجودة في 15 جمهورية روسية والتي تعرضت للاضطهاد الروسي على يد ستالين وبعد كلامي الذي وجهته في المؤتمر إلى خرشوف عاد الشيشان إلى مناطقهم بعد 6 اشهر من ذلك المؤتمر".
وبالعودة إلى تاريخ قدوم الشيشان إلى محافظة الزرقاء يقول "ابو هارون" :"الشيشانيون قدموا إلى الزرقاء في عام 1901 أملين أن يعود ابناؤهم وذرتهم لنشر الدين مرة اخرى في روسيا التي حكمتها الشيوعية، وفي عام 1902 بني مسجد ابي بكر بعد أن اسميته بهذا الاسم علما بأن اسمه يعرف باسم مسجد الشيشان كما سميت مسجد الشوام في الزرقاء بمسجد عمر عندما كنت مسؤولا عن لجنة توجيه الجهات".
ويضيف أن نهر الزرقاء كانت تتوفر به المياه بغزارة في تلك السنوات حتى انه يوجد فيه اسماك كبيرة في ذلك الزمان، ويشير إلى أن الزرقاء قدم لها يعد ذلك عائلات من معان ومن الكرك يعملون في سكة الحديد.
وعن علاقة الشيشان بقبيلة بني حسن في الزرقاء يقول الشيخ جمو:"اول رجل تعرفنا عليه من بني حسن كان اسمه عبد الكريم الحمدان وهو بمثابة ولي من اولياء الله الصالحين عام 1945 في حي رمزي واكثر ناس لهم علاقة بنا هم عشيرتا الزواهرة والخلايلة".
ويشير إلى أن الشيشان اسسوا منطقة "السخنة" في الزرقاء وتجاوروا مع عشيرة "العليمات" من عشائر بني حسن وفي الرصيفة مع عشائر الدعجة.
ويستغرب الشيخ ما وصلت له الأمور في المجتمع ويقول :"الظروف تغيرت عن السابق عندما كانت تنتشر المحبة بين الناس والمودة والامانة، إلا أن الظروف الآن يقتل القاتل ولا يعرف لماذا قتل والمقتول لماذا قتل".
ويؤكد ان الدين الاسلامي حرم قتل المسلم لأخيه المسلم حتى أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اوصى الصحابة ألا يقطعوا شجرا ولا يقتلوا رضيعا.
• هذا ما قاله الشيخ عن "داعش"
يقول الشيخ جمو في حديثه لـ"عمون" : "اقسم ان تنظيم داعش يهودي وهو مؤيد من أعداء الاسلام".
ويضيف أن الهدف من ايجاد "داعش" هو القضاء على المسلمين سواء بالقتل في الدول العربية أو من خلال تفريغ اوروبا عبر تركيا من المسلمين.
ويشير إلى ان اليهود كـ"الحرباء" يتلونون في كل مرة لوناً مختلفاً ليلبوا مصالحهم، وهم لم يحفظوا العهد يوما من ايام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
• الشيعة من وجهة نظر الشيخ "ابو هارون"
يقول جمو :"استغرب من العرب الشيعة ان يستمعوا لما يقوله اصحاب العمائم السود".
• نصيحته للقادة والحكام العرب
انصح القادة العرب والمسلمين أن يحكموا بالدين الاسلامي ونظامه الذي لن يوجد مثله مهما طال الزمان.
• ماذا قال الشيخ للروس في زيارة لهم برفقة "بهجت التلهوني" عام 1968
يقول الشيخ :" عندما كنا في زيارة برلمانية إلى الاتحاد السوفييتي برفقة المرحوم بهجت التلهوني قلت لهم سيأتي يوم ويزول نظامكم ولن تبقى قوة عظمى سوى امريكا كما أن امريكا ستزول لكن من خلال كوارث طبيعية".
• "الاقصى"
يعتقد الشيخ جمو أن الاسلام لن يعود إلى ماكان عليه سابقا إلا بعد أن يعود المسلمين ويتمسكوا به، خصوصا أنه يوجد مليار و500 مليون مسلم، بالمقابل يوجد في العالم فقط 14 مليون يهودي، إلا أن العالم لم يسمع بتوحد دولتين عربيتين او تحالفتا ضد اسرائيل.
ويستهجن ان الاعتراف العربي الكبير وتوقيته بمسؤولية الأردن عن المسجد الاقصى، في ظل هوان الأمة العربية، علما بان الأردن يحافظ من خلال الرعاية الهاشمية دوما على المسجد الأقصى.
• ما قصة الاسلحة التي هربها بسيارته "النيابية" في عهد وصفي التل
يكشف الشيخ جمو أنه هرب الاسلحة بمساعدة صديقه "حسن رشيد" التي احضرها بالتهريب وبالسر بسيارته "النيابية" والتي تحمل لوحة مجلس النواب انذاك، من سوريا من خلال حركة فتح إلى أن يتم ايصالها للمجاهدين في فلسطين في عهد المرحوم وصفي التل رئيس الوزراء الأردني.
• الشيخ جمو ومجلس الأمة
يقول الشيخ :"دخلت المجلس النيابي في 21/1/1956 وكان اول اجتماع بعد ظهور النتائج يوم سبت وتم اختياري رئيسا للجنة القانونية وقتها وترأستها 16 عاما، لأنهم بحسب رأئيهم اتقن اللغة العربية، ثم في مجلس الاعيان كنت مقررا للجنة القانونية.
ويؤكد أن النائب مسؤول عن الشعب الذي اختاره ومسؤول عن ملاحقة قضاياه لهذا كانوا النواب نواب وطن.
ويستذكر أن النواب في ايام البرلمانات السابقة في الأردن لم يحجبوا الثقة عن الحكومات لمصلحة تتعلق بهم ولم يطلبوا رواتب تقاعدية لأنفسهم ولا زيادة لرواتبهم، لأنهم كانوا ينظرون لخدمة الوطن والمواطن.
ويرفض الشيخ الطعن بالنواب في السنوات الاخيرة ويقول :"لا اطعن بأحد ولا يجوز لي كمسلم الطعن بأحد ولا ادعي بأنني افضل من احد".
وينصح النواب قائلا :"على النائب العمل وخدمة الوطن والمواطن ويحافظ على القسم الذي اقسم عليه".
• لماذا لم يحجب الثقة عن اي حكومة
ويقول :"لم احجب الثقة عن اي حكومة من الحكومات التي مرت على المجالس النيابية التي شاركت بها لأنني مقتنع انه لا تأتي حكومة إلا ويأتي بعدها حكومة اشر منها".
ويؤكد أنه كان يضايق الحكومات بالدور الفعلي لمجلس النواب وهو الرقابة، إلا ان الفرق بين الحكومات في السنين الحديثة وبين الحكومات سابقا كبعد السماء عن الأرض.
ويشير إلى أن الايادي كانت نظيفة ولا احد يقدم نفسه ومصلحة اهله على مصلحة الوطن كما في السنوات المتقدمة.
• هذا ما اسسه جمو
اسس الشيخ جمو مدرسة صلاح الدين الايوبي والعديد من الجمعيات منها رعاية شؤون الحج، الخيرية الشيشانية، الخيرية للتربية الاسلامية، السلام وجمعية الكتاب الاسلامي.
• عائلة الشيخ جمو
يقول الشيخ:" لم يبق لي من الابناء احد توفي ابنائي الثلاثة "محمد هارون، عمر وعبد الله"، ولي احفاد من ابنائي وهم عائلتي".