هذه الجملة قادرة على تفنيد كل ادّعاء ،ونفي كل تبرير ، وإنهاء أي تحد، والتذكير بــ»ممسك»، وتنقيح الوعد قبل تاريخ استحقاقه..فما ان يقول لك شخص «حط عينك في عيني»... حتى ترتبك وتبحث عن وسيلة أخرى لإنقاذ موقفك غير تسليم العين المتّهمة للعين المدّعية لغايات التنفيذ القضائي..أو أنك في أحسن الحالات تحاول فتحها على اتساعها لتفرّ الأسرار المخبأة في الزوايا الناعسة منها ..
***
في الموروث الاجتماعي نعرف ان العين تكشف العين ، هذه الحلقة «اللوزية» الشكل، المخلوقة من ماء و تجمع نقيضي البياض والسواد، هي «سكانر» عاطفي لا يمكن أن تمر من بوابتها حقائب الكلام من غير جمرك أو تفتيش أو رفض...كما لا تمر فوق سكة الرموش قوافل الكذب إن هي نظرت إلى العين الأخرى.. العين لا تحتوي على «سوفت وير» لتحليل كل ما يمر عليها.. غير «سوفت وير» الفطرة والإحساس وحاسة البراءة والتكذيب .
ذلك من ناحية نفسية اجتماعية لكن ما تفسيره من ناحية علمية؟ يقال أن العلماء توصلوا مؤخراً إلى أن النظر في العين له نفس تأثير المخدّر.. فبعد اخذ عينات من المشاركين ،وضعوهم في غرفة ذات إضاءة خافتة ، وطلبوا من كل مشارك اختيار شريك للنظر في عينيه لمدة عشر دقائق...وبعد انتهاء مدّة «المناظرة» الصامتة ..كانت النتيجة ان 75% من المشاركين رأوا في شريكهم صورة» وحش»...بينما 25% رأوه وجها بلا ملامح.. وبرر العلماء هذه الظاهرة بأن النظر في العين لفترة طويلة، يفقد الإنسان الارتباط بالواقع.
***
في الموروث «السياسي» هناك أيضا عبارة «عينك في عيني»!!...منذ 67 سنة ونحن نغض الطرف عن تفنيد كل ادعاء ، والسكوت على كل تبرير ،والهرب من أي تحد، والتغاضي عن كل الجرائم، وتجنب التذكير بــ»ممسك»، وإذابة الوعد قبل استحقاقه...منذ 67 سنة ولم نستطع ان نضع أعيننا في عين «إسرائيل» ..67 سنة ونحن نضع أعيننا في الأرض التي أضعناها...كي لا تفضحنا حدقة «الحقيقة»...
الرأي