لا تعرف ما الذي يحدث لنا، فهذه البلادة في مشاعرنا تجاه المسجد الاقصى، بحاجة الى تحليل عميق، ربما خبراء في علم النفس، وخبراء في العلوم الوطنية؟!
سابقا كانت تنفجر المظاهرات في كل العالم العربي والاسلامي والغرب عند اي محاولة لمساس المسجد الاقصى، او عند اي حادثة هنا او هناك، لكنك تتأمل حالة الموت السريري عند الجميع، ازاء الحريق الذي نشب في الاقصى والاعتداء على المصلين واطلاق الرصاص، والاقتحامات على مدى يومين، فتعرف ان الدنيا تغيرت، وان الشعوب في غيبوبة كبيرة.
هل هي حالة اليأس، ام عدم الاهتمام، او انها حالة الشعور بالضعف، لاتعرف حصرا مالذي استجد على الناس، وجعلهم في هذه الحالة من غياب الغضب؟!.
هل لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا سلبيا في امتصاص غضب الجمهور، فبدلا من كل اشكال غضبهم المعروفة في المظاهرات بتنا امام جهاد التشيير، وهو نوع جديد من الجهاد في هذا العصر، فبدلا من مواجهة الامن والسلطات الرسمية في العالم العربي، بات الغاضب الكترونيا، ينشر صورا من اقتحامات القدس، ومقاطع فيديو، فنتبارى كلنا في تشيير المقطع او الصورة، ونذهب لننام، فقد بات التظاهر الكترونيا، والشارع انتقل الى شاشة الكومبيوتر، فارتاحت السلطات، واطمأن بال الاحتلال ايضا؟!.
كيف يمكن لاسرائيل ان لاتقرأ ردود فعل الجمهور الفلسطيني والعربي ازاء اقتحامات القدس، فشعوب غارقة في الدم، وغارقة في الديون والجوع والمذلة، لايمكن لها ان تصحو لاجل الاقصى، فهي بالكاد تزحف لاجل رغيف خبزها، ونحن هنا، نفهم اليوم سياسات التركيع الدولية سياسيا وامنيا واقتصاديا، وسياسات التخريب الديني والاجتماعي، والتي اعادت انتاج المجتمعات، بحيث باتت ميتة فعليا لاتهدد احدا كالاحتلال الاسرائيلي؟!.
معنى الكلام بكل بساطة ان اسرائيل تقرأ المستقبل اليوم، لو هدمت الاقصى او قسمته، وتعرف مسبقا سيناريو ردود الفعل وسقوفه.
علينا اذا وبكل صراحة ان نتوقع الاسوأ فنحن امة باتت مواقفنا فقط الكترونية، من غضبنا على الطفل السوري الغريق وصولا الى اقتحامات الاقصى واهانته، وبات جهاد التشييرواللايك، متنفسا لنا، وحلاً لانظمتنا العربية، وملاذا آمناً لاسرائيل، حتى يشاء الله امرا كان مفعولا.
الدستور