نظرة شمولية إلى مناهجنا الدراسية الجديدةفيصل تايه
14-09-2015 01:45 PM
إننا وبالتأكيد تعنينا كل القيم والاتجاهات التربوية التي نصبوا جميعا لتحقيقها.. والتي تعتمد بالفعل على مجموعة من القيم والمعايير التي توجّه العمل وتطبعه بطابعه التربوي المتميز، وكلما تعمقنا في هذا الاتجاه من الفكر والرؤى.. كلما زاد طموحنا في بلوغ أهدافنا التربوية النبيلة، باعتبار أن التعليم يمثل الركيزة الأساسية لعملية التنمية في مجالاتها المتعددة، بل ويمثل الحصن الحصين للأجيال تأميناً للعقول وإعمالاً للفكر في ظل عصر التنافس العلمي والثورة المعلوماتية والتكنولوجية والتحديات المعرفية العديدة .. فهو ايضاً يشكل أمناً قومياً لأي بلد وقاعدة قوية لتحقيق نهضة مبنية على أسس علمية في مختلف الشؤون الثقافية والسياسية والاقتصادية و الاجتماعية ما يتطلب مناهج دراسية تخرج من النمطية التقليدية، وتنوع محتوى المهارات والقيم ودلالتها وتتعلق بمخرجات الجيل الفكرية التي تأخذ بعين الاعتبار مختلف التغييرات الحاصلة في بنية الفرد الاجتماعية والسياسية والدينية، بل يجب ان تتعلق بالتربية كمجال إنساني مفروض وغير قابل للتحول إلى جانب عملية تعليمية مشوبة بالمتغيرات ومتصلة ومتوافقة مع أحداث المشهد الاجتماعي بكل ما يطرأ عليه من مستجدات ثقافية مقرونة بالقيم الأخلاقية وموائمة للفطرة الدينية التي تميز مجتمعنا عن سواه من المجتمعات متعددة العقائد. ان الحديث عن المناهج الدراسية حديث ذو شجون.. فما احتجناه بالفعل ما أقدمت عليه وزارة التربية والتعليم مؤخراً وهو تنقيح مناهجنا التعليمية وتحسينها وتجويدها فقد مضي عليها نيف من الزمن، والتي ولّدت في غالبيتها الرغبة في التحديث باعتبارها أدوات لتمرير قيم واتجاهات آن لها أن تتجدد، بعيداً عن أدوات الانغلاق والنكوص والتجمُّد والاتجاه نحو التطور والنضوج والسعي إلى الانفتاح الواعي نحو المستقبل، فقد جاء على لسان معالي وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور محمد الذنيبات أن هذه المناهج ستكون أكثر سهولة ويسراً على الطالب وعلى ولي الأمر الذي يتابع أمور دراسة أبنائه وتركز محتوياتها على النوعية وليس على الكم وان الوزارة أدخلت في المناهج مفاهيم جيدة تركز على الصدق والأمانة والإخلاص والحرص على المصلحة العامة وفق مفاهيم تربوية حديثة ضمن الخطط التي تم تطويرها والتي ستعطي مساحة للطلبة للنشاطات اللامنهجية التي تجذب الطالب إلى المدرسة لتكون المدرسة جاذبة لا منفرة لهم . ان مناهجنا الدراسية الجديدة والمحسنة.. بغض النظر عن أية سقطات يدعيها البعض قد اعتمدت على أهم أساسيات الحياة التي تؤكد قيمة الإنسان، والسبيل لتفجير الطاقات الإبداعية المختزلة لدى الطلبة , مؤكدة حضورهم في زحام عصر التسارع العلمي والمعرفي والتقني، والثابت بالفعل أن العقل الحديث يحتاج إلى مناهج ذات آفاق عقلانية تشكل وعياً حراً، مناهج بمضامين مركزة وأشمل للارتقاء بالحس التنويري، كما تتحلّى بالجرأة في مجابهة الأفكار التكفيرية والرجعية وتكرس الوسطية والاعتدال دون أية مهادنة تذكر، فما تضمنته مناهجنا الجديدة في المقام الأول التركيز على القيم والاتجاهات الايجابية والمفاهيم الخالصة إضافة إلى أهمية استيعاب ضرورة احتضانها وإبرازها لمختلف قضايا الدمقرطة والمدنية والمواطنة والإبداع والتفكير العلمي بشكل عميق، فهذه المناهج في تصوري صنعت القطيعة اللائقة والمنتظرة مع النظام المعرفي القديم، بل انتفضت ضد الأفكار المذهبية الهدامة والخرافات والخزعبلات، مناهج مستقلّة عن نمط التفكير القائم شديد الرثاثة والرتابة وغير السوي، مناهج نعتز بها فعلاً وتنحاز إلى الإنسان والعقل، مناهج لا تفضي بنا إلى حس الجمود التربوي الحاصل منذ عقود، مناهج لا تقوم بتسييس الدين أبداً وتحترم التعدُّد والتنوّع الوطني بكل اعتبارات التاريخ، مناهج بنمط تنموي تماماً، مناهج بلا تسطيح ثقافي.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة