الرؤيا المشتركة لشرق اوسط آمن ومستقر ..
14-09-2015 12:57 AM
بدعوة من الحكومة التركية تلتقي العديد من مراكز الابحاث والدراسات في بلدان الشرق الاوسط وعلى مدار ثلاثة ايام للبحث في " Common Vision for A peaceful and Stable middle East" اظن ان عنوان المؤتمر يعبر عن الحالة والحاجة معا فالشرق الاوسط يعاني من تحديات عصفت بالامن والسلام والاستقرار...والرؤيا التي تحملها القوى الفاعلة والمؤثرة وحتى النظم السياسية تبدو متوافقة في الظاهر ومتباينة في الخفاء....وكما يقول الشاعر " فالقوم في السر ..غير القوم في العلن"
في صباح يوم الثلاثاء الموافق 16 ايلول ساكون احد المتحدثين في الجلسة الصباحية وساعرض لورقة حول "تحديات الحرية ونزعات التطرف في الشرق الاوسط الجديد"....حيث ساتناول معادلة الامن والحرية واخطاء الانظمة العربية في القمع والتجاهل والفساد وارجاء العمل على تسريع الاصلاح السياسي وتجذير المواطنة والعدل واثر كل ذلك على تولد التيارات الاصلاحية ذات الصبغة الدينية ومغالاتها وتطرفها في الطرح مستغلة الارضية الدينية وحاجة المجتمع الى من يملاء الفراغ.
في الشرق الاوسط يحتفل بالموت حيث ساعرج على مفاهيم تمجيد الموت واضفاء معاني الشهادة على ضحايا النزاعات وديناميات تشكل وتطور وترويج ثقافة التطرف واثر معاداتها العلنية للانظمة السياسية في ظهورها وتطورها.....
كما ستركز الورقة على استراتيجيات ومنطلقات اشتقاق مفاهيم التطرف وتجريمها والاستجابة لها في البلدان الشرق اوسطية مع بحث العوامل التي مكنت الجماعات من التنظيم والتوسع والترويج لوجودها ورسالتها وعلاقة كل ذلك بمخططات المجتمعات التي اهتمت بتغير طبيعة المنطقة من حيث بنيتها وعلاقاتها وحدودها وقيمها ومعتقدها من
منظور معاداتها للثقافة الغربية السائدة واعاقتها المحتملة لتمدد تيار العولمة الامنية والفكرية والقيمية والاقتصادية.
المؤتمر الذي لم يكن الاول ولن يكون الاخير سيبحث في اكثر من عشرة محاور يثار حول كل منها عشرات الاسئلة فالحرية الفكرية والدينية وحرية التعبير والتنقل والتنظيم وواقع الحقوق التي يتمتع فيها الانسان اسئلة لا تقل اهمية عن استبداد الانظمة والتفرد بادارة شؤون البلدان واقصاء المواهب والاستحواذ على المصادر والموارد واشعال الفتن الداخلية واستثمار الصراعات الطائفية والعرقية والجهوية وافتعالها احيانا من اجل ادارة الازمة واشغال مكونات الامة في قضايا جانبية.
وجود السلاح والتمويل والعلاقات المضطربة بين دول الاقليم والهوة بين الشعوب وانظمتها السياسية عوامل مهمة في تغذية التطرف واكسابه شيء من المناعة في وجه جهود التحالفات التي نشأت لمحاربيه والحد من تمدده ونفوذه..
التعاون والتنسيق بين دول الاقليم واطلاق برامج تنموية جادة والتصدي لمشاكل الفقر والبطالة وتحديات الفساد والاهتمام بقضايا النزاهة والعدل وتكافؤ الفرص...اضافة الى توسيع دائرة المشاركة السياسية والتوقف عن التلاعب بارادة الناخبين وتاجيل الاصلاح تحت اعذار وحجج يصعب تقبلها.
اتمنى ان يسهم المؤتمر واجواء الحوار في تولد تصورات يؤمن بها صناع القرار او يولونها شيء من الاهتمام لتوحيد وتنسيق قوى الاقليم الذي عانى ويعاني من ويلات الحروب والصراعات التي تولدت ولا تزال منذ بدء التكوين.