تعيش المنطقة العربية في هذه الايام صراعات طائفية اقليمية شرسة كما لا يخفى على احد انعكست سلبا على مجريات الاحداث بكل المنطقة بلا استثناء حيث تعود اسبابها الكامنة للاطماع الاستعمارية في بلادنا العربية الغنية بالموارد او حتى في الدول التي تقف حصناً منيعاً في طريق تلك المشاريع المستبدة والمتربصة بالامة شراً.
ونحن هنا في الاردن رغم اننا ننعم بالامن والامان الا ان الوضع تأثر من عدة اتجاهات اهمها الاقتصادية ولكن الاستقرار الحالي يعود بلا ريب لحكمة قيادية متمرسة اثبتت جدارتها في سبر غور بواطن الاستراتيجيات المستقبلية للمنطقة بشكل عام فكان جلالة الملك عبدالله الربان الماهر في ارساء الاردن على بر الامان
وان ما نسمع به هنا وهناك من نفر قليل يريد بالاردن الانخراط في الفتنة الطاحنة الدائرة رحاها على حدود الاردن من كل صوب انما هو زوبعة في فنجان لن تؤثر على الثوابت الاساسية الراسخة في الضمير الاردني الذي عاش على انفاس الوحدة الوطنية لابنائه من شتى المنابت والاصول من ابناء العشائر المؤسسين جنباً الى جنب مع الملك المؤسس عبدالله ابن الشريف حسين ومن كل الاصول التي هجر اجدادهم ثرى الاردن الطهور عبر موجات من الهجرة في جلها سياسية قصرية حيث نسج جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال خيوط الوحدة الوطنية باتقان جعل الاردن لوحة فسيفسائية رائعة الملامح حتى صارت العادات والتقاليد الاردنية مرتبطة بالاحدات والذكريات التي جرت على ارض بلادنا وصار الجميع تحت مظلاتها اسلاما ومسيحية يعيشون عادات وتقاليد موحدة مبنية على عروبتهم حيث جمعهم عبر التاريخ الخندق الواحد لمواجهة كل موجات التطرف والارهاب.
نعم الوحدة الوطنية في الاردن اسلام ومسيحية بخير مادامت قائمة على التعددية والتنوع في الفكر واحترام الاخر وعدم زج الدين في الخلافات السياسية وحتى الاجتماعية منها والحكم على كل حادثة من زاويتها وليس بحكم شمولي قائم على خلفيات اثنية ضيقة.
noorsite@noorsite.com