الطائفية مقتل ومقترفوها قتلة
شحاده أبو بقر
12-09-2015 04:59 AM
من يتمعن في جذر الحروب الدائرة في عالمنا العربي اليوم، لا يجد عناء في إستبانة أن مبرراتها اللعينة طائفية عنصرية مذهبية تجد دولا وجماعات وافرادا يسهرون على تغذيتها وإشعال نارها، في نفوس مريضة جاهزة للتفاعل الاعمى مع هكذا مخططات شريرة لا وجود لإنسانية أو تقوى من الله العلي القدير فيها على الإطلاق.
ومن يلتفت منا نحن الاردنيين شمالا وشرقا وجنوبا، يلحظ نار العنصرية الطائفية التي تأكل الاخضر واليابس بفعل فاعلين ليسوا عربا، أخذوا على عواتقهم إستغلال ظروف العرب في العراق وسورية واليمن ولبنان والبحرين، ليشرعوا في تأجيج نار الطائفية الهدامة التي ترغم دولا عربية على مواجهتها رغما عن إرادتها، وصدا لأطماع عنصرية تسعى إلى تقويض النظام الرسمي العربي برمته، وصولا لا قدر الله، إلى تحقيق أحلام عرقية طائفية على أنقاض أمة العرب، ومن يلتفت منا غربا، يجد الاحتلال الإسرائيلي المستفحل منذ عقود وقد وظف هذا الحال العربي الراهن، سبيلا لتحقيق المزيد من اطماعه ومخططاته تهويدا وقتلا ودمارا وتشريدا بحق الشعب والارض والمقدسات، وكل ما يعبر عن عروبة وفلسطينية وإسلامية فلسطين.
وسط هذا الواقع المرير، تغدو حاجتنا نحن الاردنيين جميعا، إلى مزيد من الوحدة والتلاحم ورص الصفوف، حاجة ترقى إلى حد القداسة الصادقة التي ترفض الخروج عن الصف من جانب أي كان، وحاجة تفرض وبقوة الدين والخلق قبل القانون وعلينا جميعا بلا إستثناء، ان ندرك خطورة الظرف من جهه، وخطورة الإنزلاق لا قدر الله، نحو اية ممارسة ايا كان نوعها من قبيل الفتنة او العنصرية او الطائفية او اي سلوك من هذا القبيل منجهة ثانيه.
اي سلوك او تصرف مهما كان بريئا نتيجته إحداث فتنة، هو امر مرفوض ومدان ولا بد من وقفه فورا، والاردنيون رسميون ومدنيون مطالبون حضاريا، بهذا الرفض والإدانة والعمل على وقف اي سلوك من هذا القبيل، صونا لوحدتنا وهي رأس مالنا الاعظم في هذا الوجود، فأمننا ووحدتنا في صلب عقيدتنا، وخلاف ذلك هو لا قدر الله، جر لبلدنا وشعبنا الموحد نحو ما لانريد او نتمنى، ولن نفعل ابدا بإذن الله، خاصة بعد إذ بتنا جزيرة آمنة وسط بحر من الدماء والتشرد والدمار، ومن قد يفكر في جرنا نحو الهاوية لا سمح الله، سيجدنا كلنا في مواجهته، فذلك شأن لا مزاح ولا فهلوة فيه ابدا ابدا ابدا، والله من وراء القصد.