سؤال مهم تلقاه كاتب هذه الزاوية من قارئ يقول «ما الذي يمنع مجالس الهيئات المستقلة من أن تجتمع يوميا للبت في القضايا والقرارات بدلا من لقاء اسبوعي واحد غالبا ما تذهب فيه القرارات الى التأجيل لضيق الوقت».
القارئ مثل غيره من الملاحظين أشار أيضا الى أن السادة المفوضين في الهيئات المستقلة ذات العلاقة بقررات الإستثمار ومعاملات المواطنين هم متفرغون لهذه المناصب وهو ما يبرر تقاضيهم رواتب مرتفعة نسبيا مقارنة مع أقرانهم من مديري الدوائر والمؤسسات الذين يعملون في مكاتبهم يوميا.
فكرة إنشاء هيئات مستقلة بقوانين خاصة, كان الهدف منها منح المؤسسات استقلالية تتجاوز فيها البيروقراطية لخدمة القرار الاستثماري بشكل أسرع وأكثر مرونة، وقد تجاوز عدد هذه الهيئات والمؤسسات 70 مؤسسة
ليس هناك دراسة تقيس إنتاجية هذه الهيئات وعدد القرارات التي تتخذها، لكنها على الأقل كانت ولا تزال تواجه إنتقادات بسبب تباطئها في إتخاذ القرارات والنظر في الطلبات والقضايا التي تزدحم بها جداول أعمالها والسبب هو أنها لا تجتمع غير مرة واحدة أسبوعيا.
بعض المؤسسات المستقلة لم تشكل إضافة نوعية الى آلية العمل كذلك بعض الوزارات، بل على العكس فقد شكل وجودها إعاقة للعمل ولم تفلح في تحقيق أهدافها ولم تنجح في المهمات المسنودة اليها فشكلت عبئا ماليا، وغدت كما لو أنها فصّلت لجسد مشوه، يضم جيشا من الموظفين.
في لقاءاته وزياراته الى الدوائر والوزارات حث رئيس الوزراء على تكثيف اجتماعات اللجان المحلية واللوائية لانجاز الاعمال لتتصدر المعاملات المتعلقة بقضايا الاستثمار جدول اعمالها وان تأخذ عملية اتخاذ القرارات المسار السريع وبالرغم من ذلك تمسكت مجالس المفوضين في عدد من الهيئات بالاجتماع الأسبوعي.
إذا كان هؤلاء المفوضون متفرغين للعمل فقط في هذه المناصب، لكنهم لا يلتقون غير مرة واحدة أسبوعيا فما هي الأعمال التي يمارسونها على مدى أيام الأسبوع ؟
الرأي