توفي والدها ووقعت، بحسب كلامها، تحت رحمة أخيها. وفي حين يسر لها أبوها الدراسة الجامعية، حرمتها مزاجية شقيقها من إكمال تعليمها.. وثانية تقول: أخي عصبي لاءاته تعكر حياتي، يهددني بالضرب ويضيق علي بتشجيع من والدتي. يعترض على كل أفعالي ويختار صديقاتي أو يرفضهم حسب أهوائه. نلك القصص حقيقية وتحدث. ومنها الكثير. وتلتقي عند نقطة واحدة..سلطة الأخ.
فبينما يبدو الأب أكثر تسامحا، يحمل الأخ عقلية قامعة ورأياً قاطعا ليس بالضرورة صائبا.. فتيات يخشين الأخ أكثر من الأب، وأشقاء يحكمون القبضة الفولاذية على أعناق شقيقاتهم.
وكما أن الأخ دعامة وسند لشقيقته يعاملها بكل الحب والإحترام ويسهل عليها الحياة، لكنه في أسرة أخرى يريد أن يكون صاحب كلمة نافذة، يفرض على شقيقاته البنات سلطة مطلقة لا تحتمل العصيان ولا تراعي البديهة بأن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة. فبدءا من تدخل الأشقاء في الأمور الصغيرة كاللباس وطريقة الحديث وصولاً إلى السيطرة على أسلوب الحياة واختيار المسار الدراسي وحتى شريك الحياة.. وكل ذلك بما يتناسب مع رؤيته التي لا يأتيها الباطل!.
الأخ، ربما أصغر من شقيقته وأقل تعليماً، لكن شقيقاته، في حال غياب الأب أو انشغاله، يحسبن له ألف حساب...سلطة غير مبررة تعوق تقدم الفتاة داخل الأسرة وفي سلّم الحياة.
وبالرجوع إلى الأمثلة الأولى، فتلك القساوة ليست سوى شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي الذي يتوسل بالأعراف لتثبيته، ومدعاة للحيف ومعينة على ظلم المرأة .
.. قهر وعصيان وتمرّد في نفوس بعض فتياتنا.لماذا؟ لأننا نشعر الذكر في العائلة أن الحياة مدينة لوجوده، ولأن مصيرهن وقراراتهن حكر على أشقائهن الذكور حتى إشعار آخر. وللحديث تتمة.
ranaframe@yahoo.com
الراي.