قانون الانتخاب على ضفة الميت ..
11-09-2015 05:50 PM
متجاوزون حرارة الطقس والضيق الذي ولدته سحب الضباب المشبع بالغبار الذي احال اجواء ايلول الى ما يشبه صور الافلام التي شاهدناها في لورنس العرب خصوصا تلك التي صورت الفتى الانجليزي الذي قرر ان يعبر الصحراء في طريقه الى القاهرة تداعى العشرات من اعضاء وقيادات الاحزاب لحضور المؤتمر الذي نظمته وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية تحت عنوان"دور الاحزاب السياسية في الحياة البرلمانية " على الضفة تلشرقية للبحر الميت.
بحضور رئيس الوزراء الذي استمع الى كل الاراء بعد ان قدم عرضا لمشروع القانون الذي قال انه يعبر عن الرؤية السياسية للاصلاح في فرصة يعتقد فيها صاحب القرار انها سانحة اكثر من اي وقت مضى.
مداعبا وزيره الذي قال انه غطى كل جوانب الموصوع الذي كان ينبغي ان يتحدث فيها استطرد الرئيس في حديث ظن الحاضرون انه قد لا ينتهي عن مسيرة حكومته الاصلاحية التي عدلت وغيرت القوانين التي كلفت بها ضمن خطة بدأت بالاحزاب وشملت البلديات واللامركزية الى ان قدمت مسودة مشروع الانتخابات التي اعلنها قبل ايام في مؤتمر صحفي.
وزير التنمية السياسية الذي كان فاعلا في السنوات الخمس الاخيرة يتنقل بين لجان الحوار وحشود الحراك والاجتماعات التي يعقدها المهتمون في الاصلاح وتجاوز الازمات كان عراب العملية التي افضت الى مسودة القانون الذي بدى عليه نشوة النجاح في تمريره بهدوء فاجأ الجميع .
وزراء التنمية السياسية والشوؤن البرلمانبة قبل وبعد الضم للوزارتين حضروا الى جانب عدد محدود من الوزراء السابقين والناشطين في العمل السياسي.
اللقاء الذي انطلف صباح اليوم ليستمر على مدار الايام الثلاثة القادمة سلط الضوء على مسودة قانون الانتخابات التي دفعت به الحكومة لمجلس النواب ليناقش في الدورة القادمة....في جلسات مكثفة وجادة يعرض لها الوزراء السابقون ووزراء ونواب من بريطانيا ويناقشها الحزبيون.
رئيس الوزراء الذي تحدث واجاب على عشرات الانتقادات والافكار بين ان القانون يمثل قفزة نوعية تتجاوز كل القوانين التي جرى اقرارها عبر ما يزيد على ربع قرن...وانه يمثل رغبة ملكية.
في معرض حديثه عن مسيرة الديمقراطية وعملية الاصلاح قال النسور "بان الديمقراطية لا تتحقق بدون احزاب والاحزاب ملج الارض".
وفي تسريبة لم تسترع انتباه الكثيربن قال الرئيس بان احزاب الاردن مدعوة لمراجعة قانون الاحزاب الذي اقرته المجالس التشريعية دون ان تصدر الارادة الملكية ملمحا الى ان القانون لا يزال عاجزا عن تحقيق الرؤى السياسية التي يتطلع لها راس النظام.
الجدل الذي احتدم تناول نوايا الحكومة وتفصيلات القانون بمشاركة عدد من البرلمانيين والوزراء الانجليز
الكثير من التعليقات تمحورت حول قضايا شكلية تجاهلت فلسفة ومبررات القانون وعوائق الاصلاح ومدى ايمان الشركاء واجهزة الدولة المحافظة به.
تقديم التشريعات الرامية لتطوير المشاركة الحزبية والسير باتجاه الحكومات البرلمانية خطوة ضرورية يتفق الجميع على اهميتها لكنها لا تكفي لاحداث النقلة النوعية في الحياة السياسية....فالاصلاح عملية متكاملة يلزمها المعرفة والايمان والالتزام والنزاهة وحرية التفكير والتعبير......فمن غير الممكن تحقيق الاصلاح المنشود دون اطلاق برامج التوعية ووضع الاطر اللازمة للتعبير السياسي عن الاتجاهات والبرامج التي يمكن ان تخدم المجتمع.
عدد من المتداخلين انتقدوا نتائج الاستطلاع الذي انجزه مركز الدراسات الاستراتيجية قبل يومين وبسرعة تفوق التوقعات وشككوا في النتائج التي قالت ان اكثر من82% من العينة التي جرى مسحهارحبت بالقانون.
الضيوف البريطانيون عرضوا لواقع الاحزاب وادوارها والعملية الانتخابية واساليب تخطيط وادارة العملية الانتخابية والشعارات التي يجري استخدامها في الحملات الانتخابية اضافة الى كيفية عمل الاجزاب في البرلمان والحكومة على مقاعد الحكم او في صفوف المعارضة.
.
في الاردن هناك اجماع بين الحضور على ان لا خوف من الديمقراطية بل الخوف من غيابها.....
في سباق حديثه المغموس بالحرص الزائد على الاحزاب وادوارها جامل رئيس الوزراء الاحزاب قائلا بانكم ملح الديمقراطية...وقد يكون ذلك السبب الاهم في انعقاد المؤتمر على ضفة اكثر بحيرات العالم ملوحة.